كنا نتوقع أن تسهب الصحافة الإسبانية في الحديث عن الحكومة المغربية الجديدة، لكن شيئا من هذا لم يقع، وحافظت على أجوائها الجافة-كطقس هذه الأيام- فلم نجد إلا قطرات هناك وهنالك.
في هذا الصدد نشرت canarias 24 horas.com يوم 10/18 موضوعا حول الصعوبات التي تنتظر الحكومة المغربية الجديدة، لكنها ركزت متفائلة بأنه لأول مرة يوجد في حكومة مغربية ثلاثة مسؤولين يعرفون جيداً جزر الكناري، أولهم وزير الفلاحة عزيز أخنوش، وهو في الوقت نفسه رئيس مجلس سوس ماسة الذي تربطه بالكناري علاقات قوية، وثانيهم، كاتب الدولة في الخارجية محمد خريف الذي درس في لاس بالماس ومدريد خلال سبعينات القرن الماضي.
أما الثالث، فهو نزار بركة، الوزير المكلف بالتخطيط الاقتصادي، والذي تربطه علاقات قوية مع الحزب الشعبي p.p في كنارياس، وقد حظر مؤتمره الأخير، سيعمل وجود هذه الشخصيات -تقول الصحيفة- على تطوير العلاقات مع الأرخبيل الإسباني.
وعادت الصحيفة نفسها بعد يومين (2007/10/20) لتشير إلى أن جمعيات حقوقية مغربية وإسبانية تنتقد صمت الحكومة المغربية إزاء أحداث كانيادا ريال في ضواحي مدريد، حيث جرح العديد من المغاربة عندما أقدمت السلطات الإسبانية على هدم منازلهم التي بنوها بدون ترخيص، وتطالب هذه الجمعيات حكومة ثاباطيرو بوقف الهجوم، وتدين “الموقف الجبان” لحكومة الرباط والسفارة المغربية في مدريد التي ” لم تفعل شيئاً”.
وذكرت الصحيفة أن جل وسائل الإعلام المكتوبة وقناة الجزيرة اهتمتما بالموضوع، ماعدا القناتان الرسميتان اللتان التزمتا الصمت.
وفي مقابل هذا الجفاف نجد غزارة في الأخبار التي هبت من الشمال برفقة زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب، فهذه الزيارة قد تمطر سيولا وتخلف بعدها ذيولاً، وسنكتفي ببعض التعليقات والملاحظات.
ففي عددها ليوم 2007/10/22 ذكرت ELPAIS.COM أنه بعد فشل فرنسا في بيع المغرب طائرات (RAFALEرافال ) هاهي تظفر بصفقة 3.000 مليون أورو من أجل إنشاء قطار مكوكي بين طنجة ومراكش، وتبدي الصحيفة أسفها لأنه “جرت العادة أن تمنح الرباط حق إنجاز المشاريع دون الإعلان عن مناقصة دولية قد يتسنى فيها لشركات إسبانية أن تتنافس وهي ذات الخبرة في الميدان .”.
وتضيف الصحيفة :”وفوق هذا، سيحاول ساركوزي إقناع محمد السادس بأن فرنسا -وليس روسيا- هي التي يجب أن تتولى بناء المركب النووي في المغرب، برغم تكاليفه الأعلى من نظيرتها الروسية”.
وذكرت ABC.ES مثل هذا الكلام، وأضافت بأن الغاية من الزيارة الفرنسية لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل ترمي إلى دعم الحضور القوي للغة الفرنسية بالمغرب، كما أن جمعيات حقوقية كاتبت الرئيس الفرنسي معلنة قلقها من السياسة الفرنسية إزاء المهاجرين، ومما جاء في الرسالة :”في ميناء طنجة المتوسطي الذي ستزورونه يصل على متن كل باخرة ترسو فيه مهاجرون طرتهم إدارتكم.” وتضيف ABC.ES على لسان الجمعية الحقوقية بأنه في سنة 2006 وحدها طرد 1.178 مهاجر مغربي من فرنسا، وهو ما يجعل المغرب يحتل المرتبة الثالثة بين دول المطرودين بعد رومانيا والجزائر.
أما TERRA.ES ليوم 2007/10/22 فنبهت إلى المغزى العميق لدفاع ساركوزي عن مشروع الاتحاد المتوسطي في طنجة قبالة مضيق جبل طارق على بعد 14 كلم من أوربا . كما أن اصطحابه لرشيدة داتي وزيرته في العدل مغزى أيضا باعتبار أصولها المغاربية (أب مغربي وأم جزائرية ).
أما EL mundo.es فأبدت قلقها من منافسة مصنع رونو نيسان في طنجة لمثيله في برشلونة، بعد أن ارتأى المسؤولون تحويل 40 ? من إنتاج برشلونة إلى طنجة وأخوف ما تخافه النقابات على المدى البعيد هو تضرر اليد العاملة عندهم من المنافسة .
وفي يوم 2007/10/23 عادت ABC.ES لتتحدث عن موضوع الزيارة، فقالت : بينما كان الرئيس ساركوزي يذرع المغرب جيئة وذهاباً إذا بقنبلة إعلامية تنفجر في باريس ليتردد صداها في المغرب، ذلك أن القاضي Patrik Ramael يوقع أمراً دوليا باعتقال خمس مسؤولين مغاربة كبار متهمين في قضية اختطاف واختفاء المهدي بن بركة، وذكرت منهم بالإسم حسني بنسليمان.