نجح أيمن أخ العيال، وحصل على شهادة الباكالوريا التقنية، وقرر إكمال دراسته خارج الوطن، بعد أن تعذر عليه ولوج المعاهد في بلده.
عاد إلى بيته بعد رحلة ماراطونية عانى خلالها من ويلات الاتصالات والمواصلات. لكن والده أبا العيال يغبطه على يُسر الحياة ووفرة المركوب والاتصالات، ولنترك كلا منهما يغني على ليلاه، أو على الأصح، يتضجر من ليلاه.
*****
اسمع يا أيمن الودود. يا آخر العنقود، خلا مرة جيبي من النقود، وخمنت أن صديقي أبا شعيب قد يجود، وهو صاحب المكرم والجود، بسلف إلى يوم موعود.
نزلت إلى مدينة الورود، واقتحمت مكتب البريد والطرود، وطلب دليل الهاتف لعله موجود، فحدجني الموظف بنظرة صدود، قائلا إن الدليل بالنقود، عشرين درهما لمن يجود.
اقتنيت الكتاب ببرود، وانسللت من وسط الحشود، ووجدت رقم أبي شعيب بعد كد وجهود. لكن الصدمة كانت بلا حدود، عندما الْتَهَمَ جهاز الهاتف الدرهم المرصود، وأضفت درهما وكُلّي صمود. فابتلعه دون أن تحمَّر منه خدود، فتعوذت بالله من هذا المارد المورود، ودلفت داخل مكتب البريد المعهود. ودخلت مقصورة تلزمك التسلق والصعود، كتبت على بابها ?الربط المباشر? بلا قيود، تتكلم داخلها وتتلقى الردود، ثم تؤدي وجنتيك عند الموظف العنود. سميته عنوداً لأنه مزايد حقود، تكلمت دقيقتين في تلك العهود، واحتسب عليَّ أحد عشر درهماً يا ودود، وهكذا بين استشارة وكلام وردود، أديت خمسة وثلاثين درهما في شرود، ثمن كيلوغرام لحم عجل قوي كالفهود.
كانت قرصنة منهم وقطع طريق بلا جنود.
أغبطك يا حبيبي يا أعز مولود، أنتم اليوم ترتاحون للحواسيب و?الكود? وتتحكمون في الصدور والورود، وينبهونكم لنفاد الرصيد المرصود، والجد بين متنافسين يسر التعامل والعقود، وألغى للاحتكار كل وجود، وباختصار إلى أبلغ حدود، كانت أيامنا سمائم وأيامكم سعد السعود.
أتحداك ياولدي والقراء شهود، أن تُفنّد ما قلته وبعد أسبوع سنعود.