نشرت elpais.com موضوعا لمراسلها Ignacio cembrero من سبتة المحتلة يوم 10/12/2007. وخلَّف الموضوع أصداء كثيرة رددتها منابر إعلامية كثيرة، وإليكم تعريبه
المغرب يتهم إسبانيا بوضعها لمسلمي سبتة بين أيادي الأصوليين
ياسين المنصوري يبدي امتعاضة في مايوركا من اكتساح سبتة من طرف تيارات بعيدة عن توجه الرباط.
عندما كان الملك خوان كارلوس يوم 6 نوفمبر بصدد زيارة مليلية، كانت طائرة ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات (DGED) تدرج بمطار مايوركا.
هرع المنصوري إلى الجزيرة من أجل المشاركة في اجتماع لمخابرات الدول المغاربية وأروبا الجنوبية. لكن كذلك من أجل إبلاغ رسالة مزدوجة إلى نضيره الإسباني ALBERTO SAIZ مدير المجلس الوطني للمخابرات ( CNI) .
برغم الضغط الدبلوماسي الذي أثارته الزيارة الملكية للمدينتين المستقلتين فإن المنصوري أكد لسايسSAIS بأن التعاون سيتواصل مع إسبانيا في محاربة الإرهاب، وأردف المنصوري مباشرة بأن السلطات الإسبانية تلعب بالنار . في سبتة، وبدرجة أقل في مليلية. هذا ما ذكرته مصادر من المخابرات المطلعة عقب هذا اللقاء.
وأضاف المبعوث المغربي منبها بأن إسبانيا ، وفي محاولة منها لقطع الصلة بين المؤمنين من مسلمي سبتة والرعاية التي توليها لهم وزارة الشؤون الإسلامية المغربية، ومن أجل أن تبعدهم عن المذهب المالكي المتبع في المغرب، تدفع بهم إسبانيا إلى حركات من قبيل جماعة التبليغ والإخوان المسلمين، إنهما تياران ذوا توجه هندي ومصري، منهما تخرج الكثير من المتطرفين، وحاضنتهما تفرخ الجهاديين، وفي حال فشل التجربة فإننا نحن الإسبانيين والمغاربة سنؤدي الثمن غاليا
ويؤكد مسؤول مغربي رفيع المستوى بأنه لم تكن اللطمة الإسبانية للمغرب سياسية فحسب، بل روحية أيضا فمحمد السادس وفوق كونه ملكاً هو أيضا أمير للمؤمنين، وما يؤلم هو أنه في واحد من مساجد سبتة أُضْرِب عن التقليد، فلم يعد الخطيب في ختام خطبة الجمعة يدعو الله أن يهدي الملك وخير مثال لهذا السهو مسجد النور الذي يهيمن عليه التبليغيون هذا ما أكده مواظبون على الصلاة فيه
ليست المرة الأولى التي توجه فيها الرباط مثل هذه الرسالة في الشهور الأخيرة، لكن السوابق لم تبلغ هذه في قطعيتها وعلو كعب حاملها
المنصوري في الخامسة والأربعين من عمره، رجل ثقة محمد السادس التامة، اقتسما التلمذة في المعهد الملكي بالرباط، ويتباحث مع الملك بشكل شبه يومي
الإغراء الذي يفترض أن تكون إسبانيا تقدمه لمسلمي سبتة من أجل إبعادهم عن المغرب، هو ثالث أسباب الخلاف الإسباني المغربي، هناك خلافان آخران خرجا إلى العلن، زيارة الملكين إلى سبتة ومليلية، وقرار القاضي Baltazar GARZON التحقيق فيما يفترض أنه انتهاك لحقوق الصحراويين، هذان السببان جعلا محمد السادس يسحب سفيره من مدريد عمر عزيمان للتشاور، وهذا الأخير لما يبرح الرباط منذ أربعين يوما
بدا للعيان هذا التجمع الضخم لمسلمي سبتة تحت عباءة التبليغيين يوم 20 يوليوز الماضي، في ذلك اليوم أعلن للعموم عن إنشاء الفرع المحلي لاتحاد الجماعات الإسلامية في إسبانيا ?UCIDE? الذي يجمع 36 جمعية من بين الـ 40 الناشطة في المدينة يرأسها العربي ماتيس Larbi Maateis في الرابعة والأربعين من عمره، وهو الرئيس المحلي للتبليغ، ونائبه الأول أيضا ينتمي إلى تيار التبليغ نفسه
حضر حفل الافتتاح شخصيات من العيار الثقيل، ليس أقل من المديرة العامة للشؤون الدينية مرسيدس ريكو M.Rico ورئيس الحكومة المستقلة خوان ي اس J.Vivas ومدير مؤسسة التعدد والتعايش Jos? Maria Contreras الذي نفح هذه الجمعيات بإعانات مالية، وحتى القائد العام في سبتة الجينرال لويس ومس هورتيكويلا L.G.Hortiguila ويعلق كونتريراس على هذا التمثيل الرفيع بأنه مناسب لجس النبض
اعتبر هذا الحدث ترسيماً لفك الارتباط البطيء الذي بدأ في التسعينيات، عندما شرع الخطباء في إهمال قراءة الخطب المنبرية التي ترسلها لهم وزارة الشؤون الدينية من الرباط، ومازالت هذه الوزارة إلى يومنا هذا تؤدي مصاريف الكهرباء والماء لنصف دزينة من المساجد، وتضيف إلى رواتب الأئمة مكافأة تكميلية تقدر بـ 50 أورو شهريا
لكن الدعم الحكومي الإسباني يذهب إلى أبعد من كونه حضورا في افتتاح فرع الـ UCIDE فحسب محمد علي رئيس جمعية من الجمعيات القلائل التي مازالت متناغمة مع المغرب، يقول متذمرا بدءا من السخاء في المساعدات المالية التي تقدمها وزارة العدل المحلية ومروراً بالتفضيل في التشغيل العمومي، ووصولا إلى تسريع وتيسير الإجراءات القانونية فيما يتعلق برخص الإقامة للأئمة المستقدمين، كل هذا تنعم به الـ UCIDE في سبتة
أما كونتريراس مدير مؤسسة التعدد والتعايش، فإنه يرد هذه التهمة ويفندها نحن نمنح في المتوسط خمسة آلاف أورو لكل جمعية كمساعدة، ونوافق على مشاريعهم فما أظن أننا نقوي هذه أو نضعف غيرها، وإذا كانت الـ UCIDE تحصل على أكثر فلأنها تتكون من جمعيات عديدة، وهي الأكثر نشاطاً
ورئيس الحكومة المحلية بدوره يرد هذا اللوم، وإن تشبث بأن من شأن خلق فرع محلي لـ UCIDE أن يصب في مصلحة المدينة كان ينقصنا مخاطب يمثل الجماعة المسلمة، وهانحن أخيرا وجدناه منذ أربعة أشهر
يصر العربي الذي يرأس الـ UCIDE والتبليغ بأنه يعود الفضل في النجاح الذي حققناه إلى مميزاتنا الذاتية، مع العلم أن الحكومتين المركزية والمحلية متفهمتان
لم يبق نفوذ جماعة التبليغ منحصرا في سبتة فقط والتي تهيمن فيها على سبعة مساجد نشيطة جداً، بل انتشرت في إسبانيا كلها، بالخصوص في بلاد الباسك والأندلس وكطالونيا، ورئيس المجلس الإسلامي لهذه المقاطعة ينتمي إلى تيار التبليغ، ومن أهدافه التي وضعها نصب عينيه اقتحام مليلية قريبا