أبو العيال ضابطا العدد 29

عندما يزداد لأبي العيال مولود  يبادر بتسجيله في مكتب الحالة المدنية، فيطلب منه الموظف أن يخط له الإسم الذي اختاره بحروف عربية ولاتينية، وإذا كان أبو العيال قد حارب الأمية، فإن نصف المغاربة أميون أو شبه أميين، وعندما يزمعون تسجيل مواليدهم، تتسرب أخطاء إلى الإسم المختار كتشويه خلقي يلازم صاحبه، وهذا ما سيحدثنا عنه أبو العيال

*****

لست أدري على من أَنْحَى باللوائم، أعلى الموظف المسالم؟ أم على أصحاب الولائم، الفرحين بمولود أو توائم؟ وتفوت الفرصة، ويبقى الخطأ غصة فكم من ولد كره إسمه المشَّوه، وبنت به لا تتفوه، وإليكم هذه العينات كنماذج، تتوق إلى مصلح ومعالج

– أنس  يخطئ الكثيرون، عندما يسجلون، هذا الإسم بألف بعد النون  أناس  توهماً منهم أنه صواب، فيتسببون للولد في العذاب

– أنور  إسم تفضيل من فعل  نار  بمعنى أضاء، وهو مذكر ومؤنته قياساً نورى، ولكن بعضهم يحلو لهم أن يكتبوه ?أنوار  وهوجمع نور، وهذا الإسم أنسب للأنثى منه للذكر، فليكن عبرة لمن يعتبر
– أسامة  هو في الأصل من أسماء الأسد، وهو أيضا اسم تراثي منذ أمد، تسمَّى به أسامة بن زيد الفتى القائد وأسامة بن منقذ مقاوم الصليبيين الرائد، لكن البعض يستحق ملامة، عندما يضيف واواً لأسامة، وماهي بعطف ولا جر ولا قسَامة، فحذار من غضب أسامة، ولا أجرأ من أسامة

– ثريا  إسم مجموعة من النجوم الزاهرة في الأفلاك دائرة، وهذا هو المأمول في المسماة به، أما الشائع في كنانيش الحالة المدنية، فهو كتابته  تورية  بتاء ثنائية وواو طفيلية، كأن الفتاة من تورا بورا الأفغانية، أو أسيرة كوانطانامية، وقد يكتب بثاء ثلاثية، كأن صاحبته  للثور مكنية، أو مساهمة في ثورة إثنية

– الزهرة  بضم الزاي تعني الجمال والوسامة، ويخطئ بعض العامة، فيضيفون كما أ ضافوا لأسامة، واواً عدوانا عليها وظُلامة
– زبيدة  تصغير لزبدة، وماله بالواو عُهدة، وقد تتركب منه للبنت عقدة
– معاذ  بذال معجمة أي منقوطة، وأغلبهم يقع في أغلوطة، عندما يكتب الدال مهملة ونقطتها مسقوطة  الإسم بإعجام الذال، كما يفهمه أبو العيال، طالع خير وفال، لأن صاحبه مُعوَّذٌ محروس، ولن يتعرض لشر أو نحوس  بينما يترتب عن كتابة الدال غير منقوطة أو بإهمال، الدلالة على الإعادة والإرجاع، كأن الولد من والديه قد ضاع، وبعد حرقة في كبد أمه والتِيَاع، استُرجع الولد بعد بحث مضنٍ أو صراع
– سمية  أصله تصغير لسماء، لكن بعض الدهماء يكتبونه سومية بواو نكراء، ناسبين الفتاة لسومة بيع أو كراء
– شميسة  تصغير لشمس العلياء، متمنين للفتاة رغد عيش ونماء وشهرة تعلو في السماء، لكن ضابط الحالة المدنية، اختار لها رتبة دَنيَّة، عندما ختم على إسم الصبية، أنها شميشة بفصيح العربية، وعندها قد تنسب لشمشون الأذِيَّة، الذي لولا دليلة الفدائية  لأذاق الفلسطينيين شر كل بلية  فهذه من الله آية، ولكل ظالم نهاية
الحديث ذو شجون، والناس من أسمائهم في سجون، وضباط الحالة المدنية في مجون، والحل أبسط مما يرجون، تكون لجنة من فقهاء اللغة والأنساب، فتحصر لائحة دقيقة بالأسماء والألقاب، تجمع كلها في قرص أو كتاب، كي تُتخذ مرجعا لكل أواب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top