أحفاد طارق بن زياد في الأندلس (العدد 91 )

البحر يجمع بين المغرب وإسبانيا وفي الوقت نفسه يفرق بينهما، جيراننا في الشمال يتلهفون على ما تحمله لهم المياه المغربية من سمك، ويستعجلون البدء بتنفيذ اتفاقية الصيد البحري، وهم أيضا يتأوهون مما تحمله لهم هذه المياه من مهاجرين، وهذه صحيفة Idealdigital الغرناطية ليوم 2006/10/24 تشنف أسماعنا بـ ” طرب غرناطي”

*****

تضاعف عدد “الأطفال الزوارق” في غرناطة خلال سنة.

في يناير 2005 كان عدد القاصرين تحت الرعاية في كل ملاجئ الإقليم 152 قاصر وفي الشهر نفسه من سنة 2006 صار عددهم 312. عدد يعادل ما استقبلته السواحل القادسية (نسبة إلى قادس ) خلال الخمس سنوات الأخيرة كلها .

*****
يحكي الباحثون أن “فلانا ” يجمع القاصرين في بلدهم الأصلي ويعرض عليهم صور ?يديو ويطلعهم على

مراكز استقبال القاصرين في إسبانيا ويغريهم بها، ولا مجال لمقارنتها بالبؤس الذي ينخرهم حتى النخاع في قراهم بالمغرب .

هذا “الفلان” صاحب زورق موت يقنع آباءهم بنعيم الأرض الموعودة، وهكذا يتحول الأطفال ببساطة إلى “أطفال زوارق موت” ninas pateras يجربون حظهم بهذه القفزة البهلوانية. وبعضهم يسرّب معه مخدرات، وبهذا يحصلون على سفر بالمجان.

في اليوم الثاني من أكتوبر الجاري، وصل 52 قاصراً على متن أربعة زوارق (22 منهم ثبت كونهم قاصرين، و 30 سيخضعون لاختبارات تحديد السن = Coseometrica) ، لم يسبق من قبل أن بلغ مثل هذا العدد من الصغار في يوم واحد. امتلأت مراكز الإيواء في غرناطة عن آخرها، وصار لزاما تجهيز ملجأ مؤقت في ألميريا يأوي خمسين طفلاً.

بدأ هذا الوصول المكثف للأحداث مع منتصف التسعينيات، وكان دخولهم بزوارق الموت يتم عن طريق قادس، ولما نشرت أنظمة المراقبة الإليكترونية، انعطفوا بأطراد نحو السواحل المالقية والغرناطية، وقد شرعت مافيا الهجرة في استعمال طرق ومنافذ أخرى، مثل ألميريا ومرسية وبلنسية، ولا يستبعد الباحثون أن تصل هذه الظاهرة إلى جزر البليار.

كان مجموع القاصرين المستضافين -حسب تقرير للنائب العمومي في الأندلس – لا يتجاوز 480 قاصر في كل مراكز الاستقبال القادسية، وهاهو عددهم اليوم في مراكز غرناطة يماثل عددهم في قادس . إنهم 450 طفل -زورق، كلهم مغاربة، جربوا مفخرة الوصول إلى الشواطئ الغرناطية، وكلهم مكثوا في إسبانيا حسب مصادر حكومية عليمة لم يُرحَّل ولا قاصر واحد، شيء لا يعتبر بسيطا على الإطلاق.

لقد تضاعف هذا العام رقم الأطفال-زوارق المستقبلين في الإقليم، وحسب ردٍّ لحكومة الأندلس عن سؤال من الحزب الشعبي p.p أنه في يناير 2005 كان في مراكز الإيواء الغرناطية 152 مهاجر قاصر، وارتفع عددهم في الشهر نفسه من سنة 2006 إلى 301. والوصول المكثف لهؤلاء جعل المجلس البلدي يعتمد مراكز إيواء صغيرة في عاصمة الإقليم وضواحيها بلغت إلى حد الآن 46 مركزاً .

وفي سياق الجواب نفسه في الجلسة البرلمانية في أبريل الماضي، فإن هذه المراكز تعمل وفق اتفاقيات مع الإدارة التي تدفع 50 أورو عن كل طفل يوميا . لا يمكن الاحتفاظ بالأطفال الزوارق في هذه الملاجئ، أغلبهم يهربون ويتسكعون في الشوراع .

استنتج تقرير للنائب العمومي سنة 2004 أن سبعين في المائة من هؤلاء القاصرين “يغادرون هذه المراكز دون استئذان” إنهم يفرون.

لقد أصبحت تجهيزات المراقبة الدورية التي وضعها مكتب النائب العام أصبحت هماً يقض مضجع المسؤولين، وبخاصة في أحد المراكز الذي جُمع فيه قاصرون يعانون من مشاكل تربوية، فتح أبوابه في أغسطس، وبالكاد أكملوا فيه الأسبوع الأول ثم تم عرضهم على قاضي الأحداث .

إنها ظاهرة معقدة، مافيا الهجرة يجندون الأطفال في قرية واحدة، ويحولونهم إلى أطفال -زوارق.

لم يمض وقت طويل على حملة اعتقال المسؤولين عن هذه الهجرة، وزُجَّ بهم وراء القضبان، لعل هذا الرادع يفلح في الحد من تكاثرهم، وإلى حد الآن لم يكتشف حضور بارونات إسبان في هذه الظاهرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top