يعتذر أبو العيال لاقتباسه من شهاب الدين المقري عنوان أزهار الرياض الذي يعتبر سيرة للقاضي عياض، أما أبو العيال، فإنه سيقف على ثانوية القاضي عياض بتطوان، كما وقف الشعراء قديما على أطلال أحبتهم، فلنقف معه للعبرة والاعتبار.
*****
قفانبك من ذكرى حبيب ومعهد ? تِطاوينُ تزهو بأبي الفضل أمجدِ
لهفي على ثانوية القاضي عياض، لم يصمد منها سوى الأنقاض، أين الميادين والحياض؟ أين البساتين والرياض؟ أين المسرح وقاعة الألعاب والرياض؟
إن نسيت فلن أنسى عبر الزمان، معهداً أداره محمد داود ومحمد عزيمان، وزاره شكيب أرسلان، قبل إعلان حرب الحلفاء على الألمان وكتب عن المعهد أمين الريحاني، وصدح بشعره فيه نزار قباني.
فشكيب نصح المتحزبين بمهادنة الطرقيين والإخوان، وأمين ألف تاريخاً للمغرب من خلال تطوان، ونزار تغزل على مسرحه بالغواني الحسان.
أما المديران داود وعزيمان، فقد توجها بالمطالب للإسبان، بالمحافـظة على الهوية العربية، للمعهد واللسان، والسماح بالتبادل الثقافي مع مصر ولبنان، ومعادلة شهادة المعهد بباكلوريا الإسبان.
استجاب نظام فرانكو المحاصر من كل البلدان، تنفيسا منه لجو شديد الاحتقان، خصوصا بعد هزيمة حلفائه الألمان، فبدأ يتقرب من المغاربة الشجعان. كنوع من رد جميل مناصريه المشاة، والفرسان.
وتنافس عبد الخالق الطريس والمكي الناصري في الميدان، فأرسل كل حزب إلى المشرق وفود الطلبة والركبان.
وتمَّ قبول معادلة الشهادة الثانوية بالبروي في لبنان، وسافر من أجل المعادلة عزيمان، فالتقى في مصر بطه حسين وزير التعليم والعرفان، وتمت معادلة شهادة مصر بشهادة معهد تطوان، وصار في مقدور الشباب والفتيان، دراسة الطب والهندسة وعلوم الإنسان، بلغة عربية السان.
وجاء الاستقلال يا إخوان، واهتزت من الفرحة تطوان، وكنا ونحن صبيان، نردد نشيد موحد الأوطان
بلاد العرب أوطاني ? من الشام لبغداد
من النجد إلى اليمن ? إلى مصر فتطوان
وتغنَّى معنا كل العربان، من المحيط إلى الخلجان، وعلَّقنا كل الأماني، على المعهد التطواني، للانعتاق مما نعاني.
وجاء الاستقلال في السياسة، وانقادت الوحدة بسلاسة، ولكن أين الكياسة عوض الاستفادة من الدراسة، انتكس التعليم انتكاسة، استبدل منهج مُحْكِي المراسة، بآخر تَمُجُّه الفراسة، صارت الفرنسية لغة الدراسة، ووقعت العربية في التباسة، تلك للعلم والسياسة، وهذه تُكْنَسُ مع الكُناسة.
دعكَ من العلم والسياسة وانزل إلى الميدان، في المعهد حيث كان يلعب أتلتيك تطوان، قبل أن يحين لملعب سانية الرمل أوان، كان مشاركا في بطولة الإسبان، وينازل الريال والبارصا وسان سيبستيان.
هنيئا لجمهور الحمامة البيضاء الولهان، بحب فريقه مغرب أتلتيك تطوان الذي كسب الرهان، والتحق بفرق الأعيان، ونرجو أن يكون في الإمكان الكثير وأفضل مما كان.