لقد رأى أصحاب النقل بثاقب بصرهم أن الزيادة ستثقل كاهل المواطنين، خصوصا وهم يعلمون أن وسائل النقل العمومية لا يستعملها إلا الكادحون … لذا قرروا أن تكون الزيادة رمزية وليست مزرية، ثم إنها تطبق على مراحل !
فزيادة زهاء عشرة في المائة صيف 87 ، ثم عشرة أخرى في أكتوبر 87 ، وثالثة في فبراير 88 ، لن تضر مستعمل الحافلات والقطارات والأوتوبيسات لأنه سيتعود عليها.
.. وأصحاب النقل أكثر حكمة ورحمة بالعباد مع أصحاب الثقافة -مثلا – والذين رفعوا سعر مجلتهم الفصلية من خمسة دراهم إلى عشرين درهما، أي بنسبة أربعمائة في المائة، وهي نسبة قاتلة بلغة الطب، ومعلوم أن قتل الحركة هو من قتل الفكرة .
إنها حيرة حقا من أرحم ممن؟ أذاك الذي يعتبرني فأرا، وهمه الوحيد أن تنجح تجربته وتروج تجارته، ولتكون ذات “مناهل ” و “موردا “… أم هذا الذي يصرعني بتمرير سكينه على رقبتي أربع مرات، وكانت تكفيه واحدة لأنني أحب الحفاظ على “الراحة ” والموت ” السريع ” ؟