توطئة: لم تكد تخلو صحيفة أو إذاعة أو موقع إلكتروني من الحديث الذي سارت به الركبان، إنه لقاء، وفدي المغرب والبوليساريو في نيويورك، والذي تمخض عن اتفاق الطرفين بتحديد اللقاء بعد شهرين، وبعض الشيء أفضل من لا شيء، وحلحلة الملف في حد ذاتها تعد نجاحا، فكيف مرت الأجواء وقد خرج الوفدان مبسوطي الأسارير وكل وفد تملكه الارتياح ويصرح وكله انشراح؟!.
سنحاول انتقاء إشارات صدرت يوم الخميس 2007/6/21 في بعض وسائل الإعلام، نرجو أن تغني عن التفاصيل.
وجها لوجه
ورد في جريدة ABC.ES أن وفدي المغرب وبوليزاريو اتفقا على العودة إلى التفاوض وجها لوجه في النصف الثاني من شهر غشت في نفس المكان، حسب إعلان الأمم المتحدة، وبه ينتهي يومان من المفاوضات بين الطرفين بدعم من الأمم المتحدة في مانهاست، ولم يثبت تحقق أي تقدم في حل النزاع الذي عمر 32 سنة، في المستعمرة الإسبانية سابقا، لكن الاتفاق على العودة إلى اللقاء مجددا في حد ذاته يعتبر تقدما نظرا لما بين المتحاورين من تباعد.
مواقف راسخة
لا يمكن أن يتزحزح واحد من هذين الخصمين اللدودين عن موقف بمجرد لقاء، والخير كل الخير في قبولهما الجلوس معا دون أن ينفر أحدهما من الوجبة التي اقترحتها الأمم المتحدة، وقدمتها لهما على مائدة واحدة .
يلح المغاربة على أن مخطط الحكم الذاتي قابل للتفاوض ما لم يتجاوز ما يعتبرونه سيادة على أرض النزاع، والانفصاليون يستنتجون أنه لا داعي لاستفتاء يعتبر إمكانية الاستقلال غير مشروعة.
ذكر أمس ابراهيم غالي أحد المفاوضين من البوليساريو بأنهم لن يتخلوا عن “الحق في تقرير المصير” بينما تتمسك الرباط بموقفها المتشدد حسب قول أحمد البخاري من وفد البوليساريو أيضا.
شيوع الخبر
أما موقع TERRA.ES فقد ذكر أن محفوظ على بيبه رئيس وفد البوليساريو، قد صرح لجريدة “الخبر ” بأن اللقاءات كانت ودية ومتسمة بالاحترام “صحيح أن موقف المغرب لم يتغير، لكن الجو كان مرحا، والعلاقة بين أعضاء الوفدين اتسمت بالود والاحترام المتبادل ..”… وأضاف :” لقد نبهنا بأن وفد المغرب يود الاقتصار في الأجندة على الحكم الذاتي كنقطة وحيدة، ولاحظنا ميله إلى التصرف بشكل أحادي”.
وألح المسؤول الصحراوي على أنه في هذه الدورة الأولى من المفاوضات لم يحدث أي تقدم سياسي، لكن العلاقات الإنسانية كانت ودية تماما كما أرادتها، الأمم المتحدة ” ويختم :”صحيح أننا سنواصل النقاش، إن حسب اقتراحنا بتقرير المصير، أو الحكم الذاتي أو شؤون أخرى متعلقة بالسيادة”.
سمن على عسل
أما صحيفة El mundo.es فقد ذكرت أن الراضي بشير صغرير من وفد البوليساريو هو أول من أعلن أن لقاء الطرفين سيتواصل “في الأسابيع المقبلة” قبل أن تحدد الأمم المتحدة في شخص الممثل الأعلى للمنظمة في الصحراء Peter Van Walsum تاريخ العودة إلى طاولة المفاوضات في الأسبوع الثاني من غشت، وصرح ميشيل مونتاس الناطق باسم الأمم المتحدة التي تقوم بدور الحكم في هذا الملف ” إنه لن يكون ملفا سهلا”.
كما أن رئيس وفد البوليساريو بيبه علق متفائلا:” إن جبهة البوليساريو تنتظر من إخواننا المغاربة أن يغتنموا هذه الفرصة التاريخية المواتية”.
ومن الجانب المغربي ألح وزير الداخلية شكيب بنموسى بأن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب ” يعتبر مرنا ” “إنه غير جامد، وقابل للتفاوض، وفق هذا فهو مبادرة مفتوحة يمكن إغناؤها وتطويرها على هامش التفاوض المتفق عليه “.
إن القضية أخذت أولويتها عند الولايات المتحدة التي تحاول إيجاد حل سريع يمكنها من تكثيف تعاونها مع دول شمال إفريقيا من أجل كبح جماح التهديدات الإرهابية.
شكرا على حسن النية
وأما صحيفة La Razon.es فنقتطف منها ما يلي:
أكد رئيس “البرلمان الصحراوي ” محفوظ علي بيبه أن اجتماع نيويورك ” لم يذخر جهداً في سبيل الاستجابة لطموحات المجتمع الدولي ” من أجل إيجاد “حل سياسي عادل يقبله الطرفان ” في قضية الصحراء، وأضاف بأن البوليساريو “سيتصرف بالشكل الذي تفضي معه المناقشات إلى سيادة العدالة والشرعية الدولية في الصحراء، مثل الإخاء والوئام وحسن الجوار بين الشعبين الصحراوي والمغربي وبقية الشعوب المغاربية.
أدلى بهذه التصريحات عقب انتهاء يومين من المداولات في منهاست برعاية الأمم المتحدة والتي قدم أمينها العام بأن كي مون ومبعوثه الخاص إلى الصحراء Peter Van Walsum ” الشكر لجبهة البوليساريو جراء مجهوداتها ” من أجل انعقاد هذا اللقاء، »بحسن النية « وحسب بيبه، فإن البوليساريو شاركت ” بحسن نية ” في المفاوضات وقال :” من أجل بلوغ حل سياسي عادل يقبله الطرفان، والذي يضمن حق تقرير المصير للصحراء الغربية كهدف حدده المجتمع الدولي من هذه المفاوضات، لابد من التسلح بالعمل الدؤوب والصبر والإبداع.”
وهكذا فإن “البوليساريو لن تبخل بأي مجهود من أجل الاستجابة لمتطلبات المجتمع الدولي “. وعبر عن “إرادة ” المسؤولين الصحراويين »مساهمتهم في تحقيق هذه التطلعات القمينة بتجاوز مآسي 32 سنة من النزاع ” “لقد شاركت البوليساريو في المفاوضات بهذه الروح، وستواصل النهج نفسه في” المفاوضات المقبلة في الأسبوع الثاني من غشت القادم”.
وأكد أنه واثق من أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة “ستواصل تحمل كامل مسؤولياتها”.