الويلات المتحدة العدد 43

الويلات المتحدة

اختلط الأمر على أبي العبال، ولم يعد في مقدوره أن يميز بين الويلات المسلطة على المستضعفين في الأرض. الحقيقة الوحيدة التي استخلصها من بين الأشلاء تتمثل في أن آباء العيال، وأمهات العيال، والعيال أنفسهم، يحتطبون ويقذف بهم في أتون الآفات، وقلما يستهدف الجناة. فلندع أبا العيال يهرول ويولول.

*****

المشهد الأول
أبو مصعب الزرقاوي يهنئ القاعدة، ويعتبر أن أمريكا لا محال بائدة، بكاترينا كطامة زائدة، وأنها ستصير لهم غنيمة باردة.

وحلال دم كل عراقي جلس معهم على مائدة، لا خير فيمن لم ينضم إلينا ولا فائدة.

وحاخام إسرائيلي يعتبر الإعصار من الله عقاباً، لأن بوش لم يحسب لإسرائيل حساباً، إذ أجبرها على أن تنسحب من غزة انسحابا، وهي التي استأثرت بها ماءً وترابا، وكل طلب لتحرير فلسطين يعد إرهابا.
ومانيل المطالب بالتمني ولكن تؤحذ الدنيا غلابا

المشهد الثاني
استعدت الجنود، وخفقت البنود، وعقدت العهود، لصد الإرهاب والجحود، فخربت بنايات وسدود، وشهد الشهود أن البيت الموؤود، هو منذ عهود، لأسرة لها صبية ومولود، ولم تصدر منها مقاومة ولا صدود، ويزعم الأحلاف أنه كان في البيت حشود، بعضهم من الأهالي والباقي وفود، يمارسون الإرهاب في صمود، السيناريو نفسه يتكرر ويعود، في فلسطين والعراق الودود، وفي المقابل اجتمعت الفئة الضالة، في جبال  تورا بورا حالَّة، وأرسلت الرسائل الدالة  دار الكفر تتجبر، وعلى المسلمين تتكبر، ونُفتي بأن تُدمَّر.
فكانت غزوة  منهاتن  الأشهر، ثم في البيضاء تتكرر، وموعد في مدريد لم يتأخر، وشفع بكفر الشيخ ولندن الأغور، ومن الضحية الذي يتضرر؟ إنه ممن لعيشه يتدبر، إما إلى ورشة بناء بكّر، أو على إطعام الناس في فندق يسهر، مسالم لم يقتل أحداً ولم يتأر.

المشهد الثالث

اتفقوا واتحدوا وجمعوا أمرهم، وقلبوا لأبي العيال ظهرهم، وهو المسكين يتذوق شرهم. لم يحرق زرعاً ولم ينهب ضرعاً، لكن ضاقوا به درعاً، وأفتوا قانوناً وأ شرعاً، بتدميره قِصاصاً أو ردعاً، وماهو في العير ولا في النفير طبعاً.

إنه الويل بكل جدارة، ويل الفئة الضالة بشنهم الغارة، وويل الأحلاف في رد هذه الغارة، وويل ثالث إذا استنفر العراق أنهاره أو حرك الجنوب الأمريكي إعصاره.
إنها الويلات المتحدة بكل حقارة. اختلفت -فحسب- في العبارة ولكنها اتحدت ويا للخسارة على أن تقتل أبا العيال أو تخرب داره.

أما الأقوياء، فاختبأ بعضهم في المغارة، وتحصَن آخرون في مصفحات دبابة أو سيارة، ومن الغرق فر الاغنياء بالطيارة. وبقي أبوالعيال ينتظر أقداره، فكان الموت اختياره، قصاصاً بتفجير سيارة أو ردعا برشاش أو قنبلة جبارة. أو غرقاً مع أبناء الحارة، ومن خرج لتَسَوُّقٍ أو زيارة، وما لقي إسعافا ولا استجارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top