رحلة إلى القمر العدد 24

اجتمع أبو العيال في ناديه بزمرة من الرفاق، وعلى غير عادتهم تركوا الغيبة والنميمة، وجعلوا من شأن العرب وليمة، ولكي يستمرئوا ما ازدردوه، أخذوا نفسا من الأوكسجين، فإذا بهم فوق القمر
أيها السادة شدو أحزمتكم، المركبة على وشك الإقلاع، تأكدوا من سلامة أوعية الأوكسجين
-الرحلة طويلة، والمطاردة عنيفة، لن يرحمنا هؤلاء ولا أولائك

– كلهم يهابون رحلتنا الاستطلاعية

– يودون لو أنهم زجوا بنا في معتقلاتهم في برشيد، وترانت سيس، ومولاي ابراهيم، وبني مكادة، ومايوركا

– أو لو فرضوا علينا الإقامة الجبرية في الخلوات أو تحت الأقبية

– كل هذا بتهمة استنشاق الأوكسجين

– أيها السادة حمدا لله على سلامتكم، لقد حطت المركبة

– ها نحن على سطح القمر   وفي منأى عن كل البشر

– لا تنسوا حافظوا على الأوكسجين، إنه كنز ثمين

– ولكم أن تسرعوا في العمل، انصبوا آلاتكم اللاقطة

– واستحضروا مشاهداتكم الفارطة

– وتعلموا أدب الحوار

– وقبله أدب الإنصات، فما جدوى اللقاء إذا لم يُشمل بإصغاء؟

****

– لكي نحارب العدو، علينا بسلاح المقاطعة

– ما معنى المقاطعة؟

-المقاطعة فيها القائد والشيوخ

– ده كان زمان، دلوقت المقاطعة في واشنطن

– خذوا مزيدا من الأوكسجين

-لنناقش مسألة القواعد

– قرأنا في النحو الواضح، تهشَّم أبو الهول أنفُه

-لا أقصد قواعد اللغة، بل قواعد أخرى

– يقول تعالى??والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا  فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة

-دعنا من القواعد، ودعنا من الخوالف

– لنتكلم عن القواعد المنتشرة في البلدات الصديقة والحوالف

– في شبه جزائر العرب وخلجانهم، في مغارب أرضهم وبقية أوطانهم

– لا، لا? هذه ليست قواعد، فالقواعد منهن تحال على المعاش

– وتعيش في غنىً ورياش

– هذه صبايا طريات العود، يقتلن ولا تقشعر لهن جلود

****
– سبحان مبدل الأحوال، كان سيبويه قد نظَّم القواعد، وإليه ينسب أول تنظيم للقاعدة، في البصرة الرائدة، وَتَلَتْهَا قواعد الكوفة، ثم قواعد بغداد

– نعم، بهذه القواعد رقَّمُوا كتاب الله، ونقطوه وشكلوه

– هذه جرأة منهم واجتهاد، لم يخلق مثلها في البلاد

– وهاهم اليوم علماؤنا القاعدون-ولا أقول القواعد- على الكراسي والموائد يطلبون من أصحاب الولائم، أن يتبرعوا بفتات المطاعم، ويعدونها لهم من المكارم

– المكارم للذين اجتهدوا من الأوائل، ويسروا لنا الحلول والبدائل

– تلك المكارم لاقَعْبان من لبنٍ شِيبَا بماءٍ فعادا بَعْدُ أَبْوَالا

– لا تلك المكارم، ولا تلكم القواعد شفعت لهم عند أصحاب القواعد

– خربت مدن القواعد، وأنشئت فيها القواعد، وهانحن قواعد،
قواعد لا قوة في السواعد، ولا مع التاريخ مواعد

– أيها السادة، اربطوا أحزمتكم، واقعدوا مع المتفرجين، قبل نفاد الزاد والأوكسجين ،

إدريس اعفارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top