في صحة جيدة (العدد 131 )

في صحة جيدة
سحبت الرباط سفيرها من إسبانيا من أجل التشاور على إثر الزيارة المستفزة التي قام بها الملك خوان كارلوس إلى سبتة ومليلية السليبتين، لكن الرباط نفسها لم ترخص لسكان ثلاثاء تاغرامت بتنظيم مسيرة إلى جزيرة تاورا (ليلى ). بمعنى أن التصعيد مرفوض، وفي إسبانيا نجد الصحافة اليمينية تدق طبول الحرب وتصب الزيت على النار، لكن الدبلوماسيين عندهم لا يملون من تكرار أن العلاقة مع المغرب جيدة، وأن السفير سيعود قريباً.
ولندع السياسة للسياسيين، ولنتناول وجوهاً أخرى للتعاون تبرهن على أن العلاقة بين البلدين في صحة جيدة، فلنتأمل نشاطين إثنين:

أولا ” النشاط الجمعوي : أخبرت la Opinion.es ليوم 12/03 أنه سيقع تقديم مدرسة الجمعيات في شمال المغرب يوم الثلاثاء 12/11 بمدينة اشبيلية، ويعود الفضل في هذه المبادرة إلى تعاون بين مركز الموارد لجمعيات قادس ونواحيها، ومجموعة من الجمعيات المغربية، والتي كانت ترغب، ومنذ سبعة أعوام في تدعيم وتقوية النسيج الجمعوي في المناطق التي تنشط فيها.

هذا المشروع الذي يعتبر جزءاً من شبكة العدوتين Red Dos Orillas سيعمل على تكوين أزيد من مئتي شخص من المنخرطين في خمسين جمعية مدنية في كل من الناظور والحسيمة والشاون والقصر الكبير وتطوان وطنجة والعرائش، بواسطة التدربب في حوالي عشرين من ورشات العمل .

وهكذا سيتضاعف عدد المتكونين بعد عودة هؤلاء المشتركين إلى دارهم وقيامهم بتلقين ما تعلموه.
مكنت هذه المدرسة في إسبانيا من ربط وشائج الإتصال بين أزيد من ثلاثين جمعية أندلسية، وبخاصة من إقليمي قادس ومالقة، وتعرفها على نظيرتها من الضفة المغربية، وتقوية أسباب التعاون وخلق مبادرات جديدة، وبحسب المشرفين على هذا التكوين، فإن المدرسة تركز في منهجيتها العلمية على المشاركة والتعلم التعاوني، لأن الهدف ليس مراكز المعلومات النظرية حول كيفية اشتغال الجمعيات فحسب، بل يتعداه إلى المشاركة والعمل في مجموعات بطريقة ديمقراطية وتعاونية من أجل إنشاء مشاريع جمعوية قمينة بتغيير وتحسين الواقع .

استطاعت “مدرسة التمدنية “Escuela De Ciudadania بفضل الدعم العمومي والمساهمات التطوعية (بالمال أو الوقت أو العمل ) أن تحافظ على وجودها خلال السنوات السبع الماضية، لكنها في حاجة إلى دعم، إنها محتاجة إلى تمويل من أجل تحقيق الحلم الجمعوي بمتابعة وتقوية مدرسة الجمعيات في شمال المغرب وتمكينها من الدعم حتى يتسنى لها بدورها تمتين النسيج الجمعوي المدني المغربي، وخلق شبكات اجتماعية جديدة.

ثانيا : النشاط الاستثماري اهتمت وسائل الإعلام في بحر هذا الأسبوع بالمستثمر الإسباني مانويل جوبي Manuel Jove الذي تعود على الاستثمار في المغرب منذ سنة 2000 إذ شرعت شركته   Fadesa  باقتناء الأراضي وبناء المركبات والمساكن بما فيها الاقتصادية، ثم باع في السنة الماضية شركته هذه إلى Martinsa بمبلغ تجاوز 400 مليون أورو، وطورت مارتينسا استثماراتها بعقدها لشراكة مع الضحى المغربية.

وذكرت Cinco Dias.es ليوم 2007/12/03 أن المغرب يراهن على إنجاح مخططه بجعل السياحة قاطرة للتنمية واستقبال عشرة ملايين سائح سنة 2010. وفي هذا الصدد سيحاول Jove المنافسة من أجل أن ترسو المزايدة عليه في مشروع قلعة قزح Cala Iris في بني بوفراح بإقليم الحسيمة ( قرب جزيرة بادس) هذا المشروع الواعد ينتظر أن يتضمن 4.000 سرير سياحي، وملاعب گولف ومرافق أخرى على مساحة 339 هكتار.

ولا يقف طموح مؤسس فاديسا عند التعمير فحسب، بل  يتعداه إذ قرر أن يستثمر سبعة آلاف مليون أورو في مشاريع متنوعة في المغرب منها قطاع الطاقة الريحية، والزراعة الغذائية والبقية تأتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top