تتساءل جريدة “LIBERTAD DIGITAL.ES” ليوم 2008/4/24 عن مضمون الرسالة التي حملها وزير الخارجية الإسباني موراتينوس إلى الملك محمد السادس، وهي التي أنهت الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، وعاد السفير المغربي على الفور إلى مدريد، وها هو المغرب يبني قاعدة بحرية على مشارف سبتة، وها هي إسبانيا تقلص وجودها العسكري في سبتة ومليلية، ترى، ماذا وراء الأكمة؟ هذا ما سنحاول استشرافه من موضوع الجريدة بعنوان :
رسالة ثباطيرو إلى محمد السادس والقاعدة البحرية المغربية الجديدة
للجدال الدائر حول سحب ما يناهز نصف الجيش من سبتة ومليلية خلفية سياسية لا تنكر، وانطلاقا من مصادر ذات صلة بالحزب الاشتراكي العمالي الإسباني PSOE ، ومن المحيطين الشخصيين بثباطيرو، ويتردد منذ مدة أمر السيادة المشتركة COSOBERANIA مع المغرب كاحتمال وارد . إن ماكسيمو كاخال M.CAJAL الممثل الشخصي لثباطيرو في حلف الحضارات، بلغ به الأمر إلى نشر كتاب في الموضوع . من جهة أخرى، مازلنا نجهل مضمون رسالة ثباطيروا التي حملها موراتينوس إلى محمد السادس، والتي أثمرت عودة السفير المغربي إلى مدريد، الذي كان قد سُحب جراء الزيارة الملكية إلى سبتة ومليلية، وفي الوقت نفسه سينشئ المغرب قاعدة عسكرية بحرية هائلة على بعد عشر كيلومترات من سبتة.
عندما كان ثباطيرو في المعارضة أيام حكومة أثنار، سافر إلى المغرب دون استشارة الحكومة، وأُخذت له صور رفقة محمد السادس وخلفهما خريطة للمغرب تتضمن جزرالكناري وسبتة ومليلية، وبمجرد تسلمه الحكم عمل على تقوية العلاقات مع النظام المغربي لدرجة تخلى معها عن السياسة الإسبانية الداعمة للصحراء، نقطة الخلاف الوحيدة التي عكرت صفو العلاقات .. هي زيارة الملك خوان كارلوس لسبتة ومليلية، وبما أن للمغرب طموحات توسعية في المدينتين، فإنه سحب سفيره، شهور بعدئد حمل موراتينوس الرسالة الملغزة من ثباطيرو إلى محمد السادس، بقي مضمونها طي الكتمان، ولكنها استطاعت أن تقنع الملك ليأمر بعودة السفير.
تزامن قرار تقليص الحضور العسكري الإسباني إلى النصف في سبتة ومليلية مع إنشاء قاعدة عسكرية بحرية مغربية هائلة، ولا تبعد عن سبتة سوى بعشرة كيلومترات، وهي الأولى من نوعها التي تبنى على البحر الأبيض المتوسط بهذه المواصفات .
وفي هذا السياق يجدر ذكر واحد من أهم مستشاري ثباطيرو في السياسة الخارجية، إنه ماكسيمو ماخال، الدبلوماسي الذي يمثل ثباطيرو في رابطة الحضارات، هذا الرجل ألف كتابا في أواخر 2003 تحت عنوان “سبتة ومليلية، أولي?نسا وجبل طارق أين تنتهي إسبانيا؟ ” وفيه يدافع عن ضرورة تسليم المدينتين المستقلتين سبتة ومليلية إلى المغرب قبل المطالبة بجبل طارق.
أكد وقتها الحزب الاشتراكي أنه طرد كاخال من صفوفه لأفكاره “غير المقبولة” وها هو اليوم مستشار شخصي للرئيس.
احتد الجدال في أكتوبر من 2003 بعد أن نشرت جريدة إلپايس ELPAIS استطلاعاً حول كتاب ماكسيمو كاخال السابق، والذي دافع فيه المؤلف عن ضرورة إرجاع سبتة ومليلية إلى المغرب.
يؤكد كاخال أنه “يجب إصلاح الوضعية التي تبدو لي غير عادلة، إنها وضعية استعمارية يترتب عنها العار للمغرب، وعامل إزعاج ووخزة ضمير وطني لإسبانيا، وهذا من شأنه أن يؤلم كلما جرى ذكر الموضوع . لابد من العمل على إعادة الوحدة الترابية للمغرب .”
“من المنطق الانسحاب حالاً من صخور وجُزيرات المغرب، والتفكير خلال أجل عشرين سنة لإرجاع مليلية، ونبذ كل نقاش حول سبتة، وعندها يمكننا استرداد جبل طارق إلى السيادة الإسبانية”.
أحدثت هذه التأكيدات الصادر عن رجل وازن من حجم كاخال زوابع في سبتة ومليلية، وبرغم أن المجلس البلدي في سبتة طالب بعدم نشر هذا الكتاب، إلا أنه نشر.
ذكرت “EL PAIS” أن هذا الدبلوماسي كان يشغل منصب مستشار للحزب الاشتراكي في برنامجه الانتخابي، وهو الشيء الذي نفاه الحزب نفياً قاطعا، وأدرج الرجل بكونه “عضواً بسيطاً من القاعدتين ” ، وحسب مانويل ثيسييدس M.CESPEDES الكاتب العام للاشتراكيين المليليين، فإن كاخال “ليس، ولم
قياديا من أي صنف داخل الحزب”.
وأكثر من هذا، فإن الكاتبة العامة لـ PEOE في سبتة ماريا أنطونيا پالوما M.A.PALOMA قالت بأن كاخال قد “طُرد من الحزب” منذ أن عرفوا أفكاره حول المدينتين المستقلتين.
وهكذا، من “مطرود من الحزب” تحوّل حالياً إلى مستشار شخصي للرئيس ثباطيرو، ليس أكثر ولا أقل من مستشار في حلف الحضارات.
شغل ماكسيمو كاخال منصب سفير لإسبانيا لدى غواتيمالا إبان هجوم الجنود الگواتيما ليين الذي أعقبه قطع للعلاقات سنة 1980. وكان أيضا رئيسا للجنة الإسبانية من أجل تخفيض القواعد الأمريكية، وكان أيضاً نائب الكاتب العام في وزارة الخارجية من 91 إلى 1994. وسفيرا لإسبانيا في فرنسا من 94 إلى 1996 ، ومديراً مساعداً في المكتب التقني للكتابة الثانية للشؤون الخارجية.