هيروشيما المغرب (العدد 134 )

أجرى خايير رادا حواراً مع المؤرخة Maria Rosa De Madariaga على هامش التقرير الذي أنجزه بالاشتراك مع طارق الإدريسي حول استعمال الأسلحة الكيماوية وتعميما للفائدة ننشر نص هذا الاستجواب الذي نقلناه عن موقع PuBLICO.ES نفسه بعنوان

تهييج روح الانتقام كان بفعل  نكبة أنوال

ماريا روسادي مادارياا مؤرخة ومؤلفة كتابي الموروس الذين استقدمهم فرانكو  و في وهدة الذئب  حروب المغرب

لماذا أقدمت قوة أضاعت كل مستعمراتها على ركوب مغامرة استعمارية في المغرب؟

كان ذلك بداعي المنافسة التي تأجَّجت بين الدول الأوروبية من أجل الظفر بالمستعمرات الإفريقية عند بداية القرن الماضي  لم تكن بريطانيا العظمى وألمانيا تنظران بعين الرضى إلى طموحات فرنسا التوسعية، والتي كانت بصدد فرض حماية على المغرب، وبالفعل حققت مرادها سنة 1912 بموافقة المخزن  حكومة سلطان المغرب ، الأمر الذي حفزَّ إسبانيا على نيل  حقوقها التاريخية  بدخول الريف مدعومة بالاتفاقيات التي  وقعت للتستر على الهيمنة الفرنسية، كانت الوضعية صعبة وسياسة الأمر الواقع فرضت  نفسها
كذلك كانت مسألة المناجم، وضرورة تهدئة الجيش؟

لم يكن الامر أكثر من حفاظ على المظهر، فمناجم الحديد واقعياً لم تكن مغرية، مردوديتها أقل مما يصرف عليها، ومن جانب آخر هناك جيش معذب طأطأ الرأس في المستعمرات القديمة، وهاهي الفرصة سانحة لكي يصعد أدراج المجد
لكن المجتمع المدني الإسباني كان معارضا للحرب
كانت معارضة شديدة، الظروف التي تمر فيها الخدمة العسكرية ثلاث سنوات كانت فظيعة، والمتضرر بالدرجة الأولى هي الطبقة الشعبية، كانت الأمراض متفشية كالكوليرا مثلا، لقد أثارت الحرب احتجاجات، لكنها قُمعت من طرف السلطات، الكثيرون تساءلوا، كيف يمكن لبلد مازالت مناطق كبيرة منه متخلفة مثل منطقة هورديس HURDES أن ينفق الكثير على حرب لا جدوى منها ؟

أكانت نكبة أنوال 1921 حاسمة؟

أجل، لقد كانت معركة أنوال نكبة بكل أبعادها، كانت نكبة حربية نتيجة الهلع الذي أصاب الجيش الإسباني فتشتت أمام الريفيين، قتل من الإسبان عشرة آلاف جندي، حسب إحصائياتي، وعم الذهول الناس، لم يتوقع أحد هذه الهزيمة، وفي الواقع، لايبدو أنه قد تم هجوم منظم من جانب الريفيين، كان الرعب والارتباك هما اللذان أديا بالإسبان إلى هذه الهزيمة أكثر من أي شيء آخر
لهذا أبيح استعمال الأسلحة الكيماوية؟

من جانب، نعم،  لكن الفكرة كانت مبيتة من قبل، ومع ذلك، فإن الهزيمة هيَّجت روح الانتقام، وخوض الحرب بلا هوادة، وكان عهدئذ يُنظر إلى الأسلحة الكيماوية بكونها أسلحة عصرية  وطريقة سريعة لفض النزاع كما جرى بعد ذلك بسنوات مع القنبلة النووية؟

تماما، كانت طريقة لإبادة العدو بسرعة، إن الرغبة في الانتقام هي التي ابتدعت فكرة أن الريفي كالحيوان الضاري، يجب التخلص منه بأي جائحة،  أما بالنسة للريفيين، فكانت هذه رنيكاتهم رنيا Guernica مدينة في بلاد الباسك دكرت في الحرب الأهلية الإسبانية (1939-36) بقصف جوي وبالغازات السامة فحسب
أكان استعمال الأسلحة الكيماوية يعتبر شيئا عادياً بالنسبة للدول الكبرى؟

لا، كانوا يستعملونها في كامل السرية، كالبريطانيين في العراق، وعلى الحدود الشمالية الغربية للهند، والإيطاليون في إثيوبيا  الأشد فظاعة هو عدم إيلاء أي اعتبار لهذه الشعوب التي يسمونها غير متحضرة
والزعيم الريفي عبد الكريم صار أسطورة ثورية؟

حققت حركة عبد الكريم قفزة نوعية عملاقة في مجال المقاومة التي أبدتها هذه الشعوب، كان رائداً في النضال من أجل حق الشعوب في تقرير مصيرها، وبفضل أنوال حصل عبد الكريم على شهرة عالمية، رئيس فيتنام الشمالية هوشي منه أثنى عليه، أُعجب بطرق إعداده للسراديب والمخابئ تحت أرضية في جبال الريف  وزاره تشي غيفارا في منفاه بالقاهرة، كان عازماً على رفع مستوى الشعب اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا، وفي الوقت نفسه يتفاوض مع الأوروبيين الذي يكن لهم الإعجاب، لكن هذا الإعجاب لن يبلغ حد التفريط في الاستقلال

رأت فرنسا أن الحركة الريفية تشكل خطراً على كل شمال إفريقيا، وليس في المغرب فقط، بعد إنزال الحسيمة ظل عبد الكريم يقاوم حتى سنة 1926 ، الحرب انتهت رسميا في 1927 في باب تازة، وقبل هذا بأيام قليلة تم القصف بالأسلحة الكيماوية

هل كانت حرب المغرب مدرسة تَكَوَّن خلالها الانقلابيون في الحرب الأهلية؟

نعم، هناك رجحت كفة فصيل الجيش الإفريقي المعسكر  سان خورخو، فرانكو، رميَّان، أستري، هم الذين ضغطوا على الجينرال بريمودي ريبيرا لكي يبلغ بالحرب إلى مداها، وبعد ذلك نقلوا الأساليب الوحشية للحرب الاستعمارية إلى الحرب الأهلية  كانت حرب إبادة، وهذه المرة ليس ضد الريفي، بل ضد الروخو، El Rojo الأحمر الشيوعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top