تحل في هذه الأيام ذكرى أحداث 16ماي الإرهابية، ويحلو للكثيرين أن يتخذوها كقميص عثمان يلوح به معاوية، وهو حق يراد به باطل ويرى أبو العيال المحمدي أن إحياء الذكرى بمظاهر فلكلورية، لا يختلف في شيء عن ثقافة المواسم التي إن لم تضر فإنها لا تنفع، ويقترح البديل، ويحمل وزارة الأوقاف نصيبها من المسؤولية
*****
كنت أيام الطلب، أتمنى وظيفة من غير تعب، وأغبط وزير الأوقاف، الذي يعمل دونما إسراف يقضي الشهر كله مستريحاً، ويعمل يوما واحدا صراحة وتصريحا، عند مغرب اليوم التاسع والعشرين، يجتمع بمساعديه المبصرين، ويعلن حالة استنفار، ويستنهض النظار، ويتلقف الأخبار، وماهي إلا ساعة، حتى يرفع السماعة، ويبلغ التلفزة والإذاعة، بأن الشهر قد بدت منه إطلاعة، ثم يخلد للراحة، ويتعاطى للسياحة
يرقب هلال الفرح، ولا شأن له بأوكار اللهو والفرح، وما دخل من يترصد مطالع الأقمار والنجوم، بما يجري في فنادق الخمسة نجوم؟ نحن في مغربنا الآمن ولا يهددنا خطر كامن، التعايش مكفول، وحبل الحوار موصول، وزيرنا للتبشير بالتسامح المقبول، في المنتديات يصول ويجول، ويتقرَّى أصلح الحلول، لارتداء عباءة المتساهل مع الأصول دون تحامل أوغلول
وجاءت أحداث سادس عشر ماي كسطوة غول، واستولى على الناس الذهول وبإعمال فكر وتحري الحلول، أجمع أهل الرأي العدول، على أن وزارة الأوقاف ترفل في خمول، تشتغل مرة في الشهر إن لم يُعقها غمام أو أُفول، تم تركن للراحة كفلاَّح كسول، لا يعتني بما لديه من حقول، فطوراً تأتي عليها السيول، وطوراً جرادٌ ومُحُول
وهبَّت وزارتنا الموقَّرة لتقول? التأخر في الوصول خير من عدم الوصول، وشمرت على ساعد الجد وجمعت الذيول، ونبهت خطباءها الكهول، إلى أن التحزب غير مقبول، وعليهم بزرع ثقافة يكون لها محصول، محاربة الإرهاب والتسامح المقبول، ولا يبقى الفقهاء كالوعول، يحيون في قرون الجبال والطلول، وهي الآن بصدد تكوين شباب على وشك النزول، للعمل على إزاحة الستائر والسدول، عن الحداثة وكل أمر معقول
أنعم الله صباحك يا وزارتنا المحترمة هذا غيض من فيض واجباتك المرتكمة الوسطية والاعتدال من ثوابت مغربنا الحبيب، ولا ينبغي أن تميلي الميل المعيب مرة إلى التطرف الرهيب، وأخرى مع الحاقد الأريب، فالأول يلغي كل مخالف غريب، والثاني يتطاول على الثوابت دون حسيب
يجب أن تتسمى بقوة الشكيمة، وتتخلى عن عادتك القديمة، بافتعال اللامبالاة بأحداث جسيمة تتزامن مع أحداث البيضاء الأليمة
السادس عشر شهد أحداثاً جسيمة، وفقهاؤك وأنت بها عليمة، الإرهاب آفة قديمة، والتسامح والسلام له تميمة أما زارع الشوك فلن يجني غنيمة
نددوا بإرهاب البيضاء ومدريد، وسجن أبوغريب، واستنكروا تجاوزات تل أبيب في فلسطين والأقصى الحبيب، واحتجوا على تدنيس المصحف في المعتقل الرهيب، نحن في هذا الزمن العصيب، نحتاج إلى خطيب طبيب لبيب، هذا واجبكم الدقيق، وأحمد الله ولي التوفيق