اهتمت الصحافة الإسبانية بالزيارة المستفزة التي قام بها الملك خوان كارلوس إلى المدينتين المغربيتين المحتلتين، فمنهم من أنكر على المغرب حقه في أراضيه المحتلة وزعم أن للمغرب نزاعات حدودية مع كل جيرانه، وأنه لولا المحيط الأطلسي لكانت له مشاكل حدودية مع الولات المتحدة، ومن الصحافيين من اعتبر الزيارة رداً على تهديدات الظواهري، وتحديا له لأنه دعا إلى تحرير المغرب من الاستعمار الإسباني، ومنهم من نصح الجانبين بالتروي واللجوء إلى الحوار، لأنه مصلحة الجانبين في مواصلة التعاون
اخترت لكم هذا الأسبوع شهادة وردت في جريدة Publico.es ليوم 11/10 بقلم arturo diaz ، وهو بلا شك من أهل إسبانيا، وهكذا يكون قد شهد شاهد من أهلها أن المغرب قد احتلت منه الجزر والثغور والصخور، وبرغم أنه حاول إضفاء شرعية الاحتلال بالتقادم، فإنه سجل -باليوم والشهر- تاريخ احتلال هذه الأماكن، وحدد مواقعها واعترف بأن المغرب دأب على محاولة تحريرها وما ضاع حق وراءه طالب
ميكرو إسبانيا في شمال المغرب
توجد إسبانيا أخرى مصغرة -عبارة عن بضعة صخور وحفنة من الهكتارات- انتشرت ما بين سبتة وحدود المغرب مع الجزائر، إنها محاذية للشواطئ المغربية، قليلون هم الذين يعرفون أسماء هذه الأماكن، إنها صخرة بادس Penon de velez وحجرة النكور Penon de alhucemas ، والجزر الجعفرية Islas Chafarinas كلها تدخل في حيز حدود الدولة
بالنسبة لجزيرتي بادس والنكور هي كذلك منذ قرون، ولكنها صغيرة جداً، ونظرا لقلة أهميتها يومنا هذا، إنها لم يسبق أن حظيت بنزول الملوك على أرضها في زيارة رسمية
كانت سبتة من قبل في حوزة البرتغال، لكنها في سنة 1668 اعترفت هذه الأخيرة بسيادة مدريد على المدينة، أما مليلية فقد أخذت من قبل هذا في 1497
هذه المدن وبقية الجزر كانت تسمى معاقل ويوضح Antonio bravo مؤرخ مليلية وقشتالة بأن هذه المعاقل، كانت تستعمل كمراكز حدودية وتتوفر على حاميات عسكرية، وتتحول أحيانا إلى سجون
في سنة 1492 ، وإسبانيا في أوج طاقتها التوسعية، قررت أن تحافظ على حدودها الجنوبية بهذه القفزة على البحر، احترازاً من ظهور من يضاهي طارق بن زياد الذي هزم القوط الغربيين سنة 711م لذا استولت -علاوة على سبتة ومليلية- على هذه الأراضي الصغيرة، وكان من نتائج هذه الدفعة أن وفرت الحماية للملاحة من هجمات القراصنة البرابرة، في هذا الشأن تقول المؤرخة Maria rosa de madariaga الاستيلاء على هذه الأماكن كان يدخل في نطاق توسيع الاسترداد La Reconquista إلى شمال إفريقيا وهكذا في سنة 1508 ، وبالضبط يوم 23 أبريل أرسل سيسنيروس CISNEROS رئيس محكمة التفتيش أيام الملكة إيزابيل الكاثوليكية أسطولا سد بشراعاته الأفق إلى صخرة بادس، هذه الصخرة عبارة عن جبل طارق مصغر، علوها 85 متراً، وطولها 250 متر، وعرضها 100م استرد المسلمون هذه الصخرة بادس سنة 1522 لكن المسيحيين لم يتنازلوا عنها، وأرسلوا 93 سفينة شراعية وألحقوها بالتاج الإسباني سنة 1564 لقد مر على هذا الحدث 443 سنة، وصخرة بادس هذه التي كانت جزيرة، لم تعد كذلك، فقد اتصلت بالبر بعد هزة أرضية اعترتها سنة 1934 ، فصارت شبه جزيرة، وهي تقع بالضبط في الوسط بين سبتة ومليلية، وعلى بعد 100 ميل بحري من مالقة، لا يعيش فوق الصخرة سوى الجنود الذين يقومون بحراسة دورية، وينتقلون إليها من مليلية، إنهم جنود الـ Regulares الذين يتولون الدفاع عنها وعن بقية الأماكن
يستغرب كيف يمكن العيش في مكان ضيق كهذا لـ 400 جندي بالإضافة إلى المساجين، وفي سنة 1622 أخلي سبيل هؤلاء السجناء لعلهم يعبرون نحو العدو كذا بعد أن عانوا طويلاً في الجزيرة من الخصاص في الأقوات، تقول Madariaga في القرن 17 عانت هذه الصخور من الجوع والطاعون والعصيان
تعتبر صخرة بادس اليوم أرض أحلام، لا يمكن زيارتها إلا بترخيص من الجيش، إن تقطيعة مظهرها الجانبي يذكرنا بـ جزيرة السلحفاة لسالكاري Salgari روائي إيطالي كان يهتم بسرد المغامرات وارتياد الأصقاع البعيدة، توفي ستة1911 يحكون هناك أن العلاقة مع الجيران جيدة وأن الطبيب العسكري يتولى إسعاف مستعجلات الـشعب المغربي الجار
الصخرة الثانية التي سقطت في يد الإسبان هي صخرة النكور Penon De Alhucemas علوها لا يتجاوز27 متراً، وهي تبعد بـ 100 كلم عن مليلية، وفي سنة 1673توجه أسطول إلى هذا التل المحاط بالماء بهدف إيقاف القراصنة البرابرة عند حدهم بعد أن تمادوا في مضايقة الملاحة، والقيام بغزوات Racias في السواحل الأيبيرية
جزيرة النكور سفينة راسية
تبدو هذه الصخرة عند المساء كسفينة راسية منتصبة في هذا الحوض المتجانس، ومع قلة المساكن التي يقطنها الجنود على بعد نصف كيلومتر من الشاطئ، كما أن هناك جزيرتين صغيرتين على بعد 50 متراً من الساحل، إنهما جزيرة mar وجزيرة Tierra وهما أيضا تحت السيادة الإسبانية اتخذت جزيرة مار كمقبرة لدفن موتى الجزر يبلغ علو تيرا 11 متراً، بينما لا يصل علو مار أربعة أمتار
وتؤكد مادريا ا أنه لم يكف المغرب عن محاولة استرجاع النكور وبادس وسبتة ومليلية وبالخصوص منذ وصول الأسرة العلوية إلى الحكم مع مولاي إسماعيل في 1659 نعم تستثنى جزيرة المعدونس، Perejil ليلى هذه الصخرة قد استردتها حكومة أثنار عنوة سنة 2002 ، ومسألة السيادة عليها قابلة للنقاش
أما آخر الأراضي التي يعتبرها المغرب أراضي مغتصبة فهي الجزر الجعفرية، يقع هذا الأرخبيل قبالة رأس الماء، ويتكون من الجزر التالية إزابيل الثانية وكون وريسو Congreso وراي Rey احتلها غير مأهولة الخزال فرانيسكوسرانو Serrano في 1848 قضي مؤرخ مليلية أنطونيو برا و سنوات ينقب في حفريات Congreso وكل ما عثر عليه هو أن الجزيرة كانت مأهولة في العصر الحجري الحديث Neolitico وفوق هذا، فهذه الجزر غنية بالطبيعة، هناك يسبح نوع نادر من عجول البحر الذي أثار الانتباه في التسعينيات القرن الماضي فخضع لدراسة من أجل المحافظة عليه