زيارة رئيس الحكومة الإسبانية للمغرب يوم 05 مارس المقبل، فهم يفضلون بقاء الأمر على ماهوعليه، ولا يحبذون أي تحريك لملف المدينتين، جمود العلاقة وحده يرضيهم، أما اللقاءات بين مسؤولي البلدين، فإنها تفضي لأحد أمرين، إما أن تنجح، وعندها يحافظ المغرب على أمل استرداد الثغرين، وإما أن تفشل، وعندها يستعمل المغرب أساليبه المشروعة، الجمود وحده يفيدهم، فلنستمع إلى صوت من هذه الأصوات . نشر المقال في جريدة :El Faroceuta Melilla.com يوم 2007/02/19 بقلم إميليو گوثار E/Gozar تحت عنوان:
إغلاق معبر جبل طارق
أغلق المعبر إلى جبل طارق بأمر من حكومة إسبانيا آنذاك. ولكن رهان وزير الخارجية كان خاسراً.
لم يعان سكان جبل طارق من هذا الخطأ حسب رأيي، فخلال ستة عشر عاما من فصلهم عن القرى المجاورة للصخرة، استطاعوا التحمل بفضل المساعدات التي قدمتها لهم الحكومات التي تداولت الحكم في المملكة المتحدة . وبالأخص دعم جلالة الملكة، وساروا قدما بفضل مينائهم الذي زودهم بالمحروقات والمؤن الأخرى، لقد كان كلامهم مسموعا وطلباتهم مستجابة.
كما تضاعف عدد السياح الإنجليز من أجل المحافظة على الحياة التجارية في جبل طارق وتلافي تقلصها) لانقطاع الإسبان عن زيارة المستعمرة.(
وتعمدوا مرور السفن الحربية التي تساهم طواقمها في زيادة المبيعات في شتى القطاعات، الشيء الذي عوض لهم ماخسروه من غياب الزوارالإسبان وبشكل أفضل، ولاأستثني الخطوط الجوية التي ساهمت في مقاومة الحصار بفتحها لخطوط ليس مع المطارات الإنجليزية فحسب، بل مع أخرى من أوربا وأفريقيا.
كل هذا من أجل الحفاظ على وضعية سكان جبل طارق،أكيد أن الحكومة الإسبانية في تلك الحقبة، ظنت أن الحصار سيجبر الجبلطاريين على التخلي عن هويتهم التي تشكلت بمجرد استقوائهم على الصخرة، ويعتبرون أنفسهم على أرضهم وليسوا على أرض مستعمرة أو جزء من التراب الإسباني .
أتذكر دائما هذا التعامل مع سكان جبل طارق كواجب بالغ الحيوية، بفضل دعم حكومة كانت وماتزال قوية في المملكة المتحدة.
واضح، هذا ما كانته انجلتراومازالت، وستبقى قوة عسكرية واقتصادية، ناهيك بقرابة النسب التي تجمعها بالولايات المتحدة الأمركية التي مازالت إلى اليوم تخدم الجبلطاريين وتدعمهم، كل هذا جعل سكان جبل طارق يجتازون كل الصعاب التي ابتدعتها الحكومة الإسبانية، وحتى اليد العاملة، استقدموها من المغرب.
يمكن اعتبار هذا مثالا للسبتيين والمليليين في حال تصرف المغرب تحت أية ظروف كتصرف الحكومة الإسبانية مع جبل طارق.
أتقدم لنا الحكومة الإسبانية الدعم نفسه الذي قدمته المملكة المتحدة للجانيتوس Llanitos (اسم يلقب به الإسبان سكان جبل طارق ) ؟ أنتحمل نحن السبتيين والمليليين ست عشرة سنة من الإغلاق الشكلي للحدود البرية والبحرية مع المغرب؟ لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فسكان شمال المغرب سيعانون بدورهم من نتائج هذا الحصار وإغلاق الحدود، ليست حدود سبتة ومليلية وحدهما، بل موانئ ومطارات إسبانية أخرى.
ليس هذا ما أتمناه لأكن واضحا، لكن علينا أن نكون واعين بما قد يترتب عن سلوك من هذا القبيل، والذي فكر فيه كثير من الإسبان، ولكنهم لم يجرؤوا على البوح به.
وأكتب هذا على أمل إن وقعت الواقعة، أن نجد نحن السبتيين والمليليين من الحكومة الإسبانية دعماِ كذاك الذي نَعِمَ به الجبلطاريون.
هناك شيء لا يمكن التستر عليه، وهو ضروري، فالجوار والصداقة بين إسبانيا والمغرب، ينبغي أن تنبني على الاحترام المتبادل، والتوقف بالمرة عن هذه “الاستردادات الترابية ” التي يقولون إنها تنتمي إلى المغرب، والتي تغتنم فيها الحكومة العلوية الظرف المناسب فتطالب بها مباشرة، أو عن طريق بعض الأحزاب السياسية المغربية القريبة من نظام محمد السادس، وكذلك عن طريق صحيفة تمجد إملاءات ملكها، في حين أن “استرجاع سبتة ومليلية ” ننظر إليه نحن الكثيرون من السبتيين والمليليين أنه يتعلق بضم أراضي لم تكن قط تابعة للمغرب، وأوضح من هذا أنه في الوقت الراهن، يعتمد شمال المغرب في مؤونته وتجهيزه على ما تقدمه له سبتة ومليلية.
كما لا يمكن أن ننسى أن جزءا من التجارة السبتية والمليلية، تُروَّج للزبائن المغاربة، وعلى كل حال فلنكن واعين بما قد يحدث بشكل سلبي
زيارة رئيس الحكومة الإسبانية للمغرب يوم 05 مارس المقبل، فهم يفضلون بقاء الأمر على ماهوعليه، ولا يحبذون أي تحريك لملف المدينتين، جمود العلاقة وحده يرضيهم، أما اللقاءات بين مسؤولي البلدين، فإنها تفضي لأحد أمرين، إما أن تنجح، وعندها يحافظ المغرب على أمل استرداد الثغرين، وإما أن تفشل، وعندها يستعمل المغرب أساليبه المشروعة، الجمود وحده يفيدهم، فلنستمع إلى صوت من هذه الأصوات . نشر المقال في جريدة :El Faroceuta Melilla.com يوم 2007/02/19 بقلم إميليو گوثار E/Gozar تحت عنوان: أغلق المعبر إلى جبل طارق بأمر من حكومة إسبانيا آنذاك. ولكن رهان وزير الخارجية كان خاسراً. لم يعان سكان جبل طارق من هذا الخطأ حسب رأيي، فخلال ستة عشر عاما من فصلهم عن القرى المجاورة للصخرة، استطاعوا التحمل بفضل المساعدات التي قدمتها لهم الحكومات التي تداولت الحكم في المملكة المتحدة . وبالأخص دعم جلالة الملكة، وساروا قدما بفضل مينائهم الذي زودهم بالمحروقات والمؤن الأخرى، لقد كان كلامهم مسموعا وطلباتهم مستجابة. كما تضاعف عدد السياح الإنجليز من أجل المحافظة على الحياة التجارية في جبل طارق وتلافي تقلصها (لانقطاع الإسبان عن زيارة المستعمرة). وتعمدوا مرور السفن الحربية التي تساهم طواقمها في زيادة المبيعات في شتى القطاعات، الشيء الذي عوض لهم ماخسروه من غياب الزوارالإسبان وبشكل أفضل، ولاأستثني الخطوط الجوية التي ساهمت في مقاومة الحصار بفتحها لخطوط ليس مع المطارات الإنجليزية فحسب، بل مع أخرى من أوربا وأفريقيا. كل هذا من أجل الحفاظ على وضعية سكان جبل طارق،أكيد أن الحكومة الإسبانية في تلك الحقبة، ظنت أن الحصار سيجبر الجبلطاريين على التخلي عن هويتهم التي تشكلت بمجرد استقوائهم على الصخرة، ويعتبرون أنفسهم على أرضهم وليسوا على أرض مستعمرة أو جزء من التراب الإسباني . أتذكر دائما هذا التعامل مع سكان جبل طارق كواجب بالغ الحيوية، بفضل دعم حكومة كانت وماتزال قوية في المملكة المتحدة.
واضح، هذا ما كانته انجلتراومازالت، وستبقى قوة عسكرية واقتصادية، ناهيك بقرابة النسب التي تجمعها بالولايات المتحدة الأمركية التي مازالت إلى اليوم تخدم الجبلطاريين وتدعمهم، كل هذا جعل سكان جبل طارق يجتازون كل الصعاب التي ابتدعتها الحكومة الإسبانية، وحتى اليد العاملة، استقدموها من المغرب. أتقدم لنا الحكومة الإسبانية الدعم نفسه الذي قدمته المملكة المتحدة للجانيتوس Llanitos (اسم يلقب به الإسبان سكان جبل طارق ) ؟ أنتحمل نحن السبتيين والمليليين ست عشرة سنة من الإغلاق الشكلي للحدود البرية والبحرية مع المغرب؟ لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فسكان شمال المغرب سيعانون بدورهم من نتائج هذا الحصار وإغلاق الحدود، ليست حدود سبتة ومليلية وحدهما، بل موانئ ومطارات إسبانية أخرى. ليس هذا ما أتمناه لأكن واضحا، لكن علينا أن نكون واعين بما قد يترتب عن سلوك من هذا القبيل، والذي فكر فيه كثير من الإسبان، ولكنهم لم يجرؤوا على البوح به. وأكتب هذا على أمل إن وقعت الواقعة، أن نجد نحن السبتيين والمليليين من الحكومة الإسبانية دعماِ كذاك الذي نَعِمَ به الجبلطاريون. هناك شيء لا يمكن التستر عليه، وهو ضروري، فالجوار والصداقة بين إسبانيا والمغرب، ينبغي أن تنبني على الاحترام المتبادل، والتوقف بالمرة عن هذه “الاستردادات الترابية ” التي يقولون إنها تنتمي إلى المغرب، والتي تغتنم فيها الحكومة العلوية الظرف المناسب فتطالب بها مباشرة، أو عن طريق بعض الأحزاب السياسية المغربية القريبة من نظام محمد السادس، وكذلك عن طريق صحيفة تمجد إملاءات ملكها، في حين أن “استرجاع سبتة ومليلية ” ننظر إليه نحن الكثيرون من السبتيين والمليليين أنه يتعلق بضم أراضي لم تكن قط تابعة للمغرب، وأوضح من هذا أنه في الوقت الراهن، يعتمد شمال المغرب في مؤونته وتجهيزه على ما تقدمه له سبتة ومليلية. كما لا يمكن أن ننسى أن جزءا من التجارة السبتية والمليلية، تُروَّج للزبائن المغاربة، وعلى كل حال فلنكن واعين بما قد يحدث بشكل سلبي. |
||