يحكى أن غابات جبال الأطلس والريف كانت تعج بالأسود، ولكن بُعيّد مجيء الاستعمار صيدت كلها، ووضعت في الأقفاص، وخضعت للترويض والتسييس، ثم ظهر أسد الريف مقاوماً للاستعمار، ولما فشلوا في إخضاعه للسياسة قصفوه بالأسلحة الكيماوية . وهاهم أسود الأطلس يسوسهم سائس كل همه أن تصبح الأسود عرائس.
السياسة إذن ترويض للوحيش من أجل استعماله في غير ما خلق له، وهذا ما يهدف إلى توضيحه الموضوع الذي نشرته Actualidad:Terra.es يوم 2008/02/04 تحت عنوان:
جدل حول استخدام الحيوانات للفرجة بمراكش.
وجهت جمعية بيئية نداء ضد ما يقام من عروض في الهواء الطلق بساحة جامع الفنا بمراكش، والتي تستعمل فيها حيوانات. تمخص هذا النداء عن نتائج متباينة تراوحت بين الانتصار له، والإدانة.
يقول المعارضون عن طريق البريد الإلكتروني، بأنه لا معنى لهذا النداء ما لم نعثر على عمل بديل للحواة (مروضو الحيات) ولكل المشتغلين في هذا الميدان بالإقليم.
أما المنادون بالإقلاع عن هذه الحرفة، فهم جماعة تقوم بالدراسات والعناية بالمحافظة على الوحيش والأنظمة البيئية (GEOS) والذين يطلبون من الناس أن يستنكروا هذه الأعمال، ويركزون بالخصوص على الاستعمال السيء لهذه الزواحف، الشيء الذي يترتب عنه موت مبكر ناجم عن الإزعاج الذي تتعرض له، تقول هذه الجماعة، :”هذه الحيات التي تستخدم في ساحة جامع الفنا، وفي أماكن أخرى، تجد نفسها مضطرة للتكيف مع الأوضاع فتنزعج، وتموت كلها وبدون استثناء في بحر بضعة أشهر، شهرين أو ثلاثة على الأكثر” وتؤكد الجمعية على أن هذه الزواحف تعاني من “حياة محتضرة بسبب جشع وحماقة الإنسان”.
ساند هذا النداء أزيد من مائة شخص، من بينهم مواطنون مغاربة وفرنسيون وبلجيكيون وسويسريون وكنديون وسنغاليون أيضا، ينددون كلهم بالاستعراضات التي توظف فيها هذه الزواحف “المهددة بالانقراض في شمال إفريقيا، والتي يشهد وجودها تراجعاً مخيفاً “.
ورد في الوثيقة ما يلي :في الوقت الذي يلاحظ فيه انقراض متواصل لأنواع شتى، ووعيا من المجتمع الدولي بضرورة الحفاظ على كل أشكال الحياة، وبخاصة الوحيش منها، فقد أزفت الساعة للتخلي عن القول بوجوب احترام جميع التقاليد “.
حظيت هذه الوثيقة بتزكية Michel Aymerich وMichel Tarrier وتشجب الجماعة فوق هذا سوء معاملة الحرباءات والعظايا والسلاحف والقرود والطيور الجارحة، والتي تشكل جزءا من مكونات الساحة الشهيرة، الشيء الذي لا يجد تفسيرا للعدد المتزايد من السياح الذي يرتاحون لمشاهدة هذه “الفظاعات “.
ونختم في الأخير بردود المعارضبن الذين لا يتوقفون عند حدود تفنيد مزاعم التعذيب، بل يتهمون أنصار الوثيقة بأنهم يركزون على الحيوانات وليس على من يستعين بها من أجل ضمان لقمة العيش “هؤلاء الناس هم أيضا في ساحة جامع الفنا، إنه المكان الذي يظفرون فيه بخبزهم اليومي دون تعذيب أحد، ولا هذا الحيوان الذي يشارك في المشهد، إنه استعراض يشاهده ملايين السياح الذين يزورون مراكش، ولم يحتج منهم أحد “البتة”.