انعقدت الدورة الثامنة للاجتماع المغربي الإسباني من مستوى عال يومي 5 و 6 مارس الحالي برئاسة مشتركة للوزير الأول المغربي إدريس جطو ورئيس الحكومة الإسباني خوسي لويس رودريگت ثاباطيرو، وإذا كانت هذه الدورة قد انعقدت في المغرب فإن الدورة المقبلة ستعقد في إسبانيا سنة .2008
وصدر البيان الختامي عن هذا الاجتماع، سنأخذ منه خلاصة للمحاور ذات الصلة بعمودنا الثابت، على أمل أن نعود في الأسبوع المقبل لنقل ارتسامات حول المغرب بأقلام وعيون إسبانية.
-1 الصحراء المغربية: جاء في البيان أن مدريد تدعو جميع الأطراف المعنية مباشرة بقضية الصحراء إلى إعادة إطلاق الحوار والمفاوضات.
-2 الإرهاب والجرائم والمخدرات : ندد الطرفان بالإرهاب مهما كان أصله، ونوها بالمستوى المتميز للتعاون المسجل في مجال محاربة الإرهاب والجريمة وتهريب المخدرات وأشار الجانبان إلى أهمية إحداث المحكمة المغربية الإسبانية للتحكيم مؤخرا، وذلك مبادرة من هيئات المجتمع المدني.
-3 الهجرة السرية والقاصرون : اتفقت الحكومتان على توثيق التعاون من أجل تعزيز بنيات التشغيل بما يمكن من تحسين تدبير سوق الشغل المغربي، ومن أجل تدبير تدفقات المهاجرين الشرعيين، ومن جهة أخرى أشار البيان إلى أنه “على الصعيد الثنائي … قرر الطرفان إطلاق دينامية بناءة في عدة ميادين تهم الاندماج وتسهيل منح التأشيرات، كما تهم التنمية المشتركة، وتدبير إشكالية القاصرين، كما أعربا عن “ارتياحهما للانخفاض الكبير في حركة الهجرة غير الشرعية نحو إسبانيا انطلاقا من المغرب، وجددا عزمهما على محاربة شبكات الهجرة غير الشرعية، ويبارك الطرفان كل المبادرات والمؤتمرات الهادفة إلى مدارسة، إشكالية الهجرة السرية وكيفية التغلب عليها، وبخصوص القاصرين غير المرافقين من قبل ذويهم، التزم الطرفان تطبيق اتفاقية التعاون في مجال الوقاية من الهجرة السرية وحماية القاصرين وتيسير عودتهم .
-4 التعاون الثنائي : أشاد الجانبان بالدينامية التي تعرفها مبادلاتهما الثنائية، وأبديا استعدادا لتحفيز أكبر للمقاولات الإسبانية من أجل الاستثمار في المغرب، كما قررت الحكومتان دعم برنامج تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية بإسبانيا، وينوه الجانبان بالعمل المنجز من قبل لجنة ابن رشد والتي عقدت دورتها الخامسة يومي فاتح وثاني مارس 2007 ببرشلونة وأعرب الإسبان عن ارتياحهم لتطبيق اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوربي . كما ثمنوا مشروع إحداث “جامعة الملكين ” بتطوان، وينتظر تلقي تقرير مفصل للجنة الخبراء المختلطة قبل نهاية أبريل 2007 ، وأبدى الجانبان ارتياحهما لتعزيز الحضور المؤسساتي والتعاون الثنائي، مثل افتتاح قنصلية عامة لإسبانيا بمراكش، ومعهد ثرفانتس بالمدينة نفسها.
أما المغرب فقد نوه بتوصيات فريق “رابطة الحضارات” التي أعلن عنها ثاباطيرو والتي قدمت باسم الفريق من مستوى عال إلى الأمم المتحدة.
ويشكر المغرب دعم الحكومة الإسبانية لترشيح طنجة لاحتضان المعرض الدولي سنة 2012 ويجدد تأكيده على المشاركة في معرض سرقسطة .2008
وسجل الطرفان بارتياح أن دراسات مشروع الربط القار عبر مضيق جبل طارق “يسيروفقاً لمخطط تحقيقه… وسيتم إعداد التقرير الشامل للمشروع في أفق “2008
-5 الاستثمار الإسباني : أبدت إسبانيا اهتماما بمشاريع وعبرت عن نيتها الموافقة على تمويلها بطريقة تفضيلية في حالة رست طلبات العروض على المقاولات الإسبانية، وإذا طلبت السلطات المغربية ذلك، ويتعلق الأمر بمشاريع مثل : ترامواي الرباط 150 مليون أورو، وتشوير وكهربة خطوط السكة الحديدية، خاصة مشروع الربط بين طنجة ورأس الرمل ومشرع بلقصيري نحو 20 مليون أورو، وتوسيع محطة توليد الطاقة عن طريق الرياح بالصويرة نحو 20 مليون أورو، والضخ عن طريق الطاقة الشمسية للتزود بالماء الصالح للشرب، في الوسط القروي، 40 مليون أورو .
-6 المساعدات الإسبانية : اقترحت إسبانيا على المغرب المشاركة في إحداث “صندوق للتعاون مع البنك العالمي ” يخصص لدراسة وتحضير وتمويل مشاريع مرتبطة بخلق مناصب للشغل في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وسيتم تمويله بالكامل من طرف الحكومة الإسبانية، كما اقترحت تقديم مساعدة تقنية لتأهيل الموارد البشرية في مجال الفندقة والسياحة، ودعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي ستمكن من تقليص الفوارق الاجتماعية، وضمان تنمية مستديمة.
-7 إعجاب إسباني : أشاد رئيس الحكومة الإسباني ثاباطيرو مجددا بما يشهده المغرب من نهوض في مجال حقوق الإنسان وبالتقدم الملموس في إطار ترسيخ دولة الحق والقانون، الشيء الذي يؤهل المغرب بالنسبة إلى إسبانيا أن يكون شريكا نموذجيا وذا مصداقية في المنطقة .