تجريح النساء لتشريع الرجال
تسابقت وسائل الإعلام الإسبانية لنقل خبر أذاعته وكالة أوربا بريس حول أيام دراسية عقدتها نساء مسلمات في مدريد، وهذا تعريب ما كتبته صحيفة El mundo.es ليوم 2006/10/17.
نساء مسلمات يطالبن بمراجعة الخطاب الذكوري في القرآن
عبرت مجموعة من النساء المسلمات القادمات من دول إسلامية في مدريد عن ضرورة إعادة قراءة القرآن من أجل مراجعة الخطاب الذكوري الذي يحط من شأن المرأة، وذلك بغاية تعزيز الاعتراف بحقوقها المدنية.
هذا هو هدف الأيام الثقافية التي نظمت بدعم من معهد المرأة Instituto de la mujer وجمعيات أخرى… وبمشاركة نساء من المغرب والجزائر والعراق والأردن وأفغانستان وفلسطين ودول أخرى.
وقد شرحت أسماء لمرابط وهي طبيبة وكاتبة من المغرب لوسائل الإعلام “تحديات وآفاق” العمل النسائي، وحسب وجهة نظرها، فإن هذا العمل يرمي إلى “تصحيح فكرة أن المرأة مضطهدة في الإسلام”.
إصلاح الشريعة:
ترى هذه الناشطة أن خطأ هذه الفكرة يكمن في أن “تفسير الكتابات المقدسة بقي ولمدة قرون مقتصراً على الرجال” و “الخطاب كان على الدوام مذكراًَ”
وفي هذا الاتجاه تطالب بإصلاح شرعي للشريعة، و»تنقيتها مما علق بها من تحقير للمرأة”.
ودافعت لمرابط من جهة أخرى على هوية النساء المسلمات، وأشارت إلى ضرورة تمييز الأوضاع المختلفة لهن في الأقطار الإسلامية … ففي المغرب شهد الاعتراف بالحقوق المدنية للمرأة تقدما بعد تطبيق مدونة المرأة، مقابل دول أخرى كأفغانستان التي يمنع فيها على المرأة مزاولة أي نشاط عمومي.
وتناولت في الأخير الجدال الدائر في بعض الدول الغربية كفرنسا والمملكة المتحدة في علاقته باستعمال الحجاب الإسلامي من طرف النساء، واعتبرت لمرابط أنه “من المؤسف ” أن تختزل أوضاع المرأة في استعمال الحجاب، وأنه من حقها أن تستعمله (لمرابط نفسها محجبة ) ، وأكدت أنه »ليس من حق أي شيء أو أحد أن يلزمنا بما يجب ارتداؤه«.
نساء محاورات في السياسة:
افتتحت هذه الأيام من طرف الكاتبة العامة في سياسات المساواة بوزارة الشغل والشؤون الاجتماعية صوليداد موريو، والتي طرحت مسألة الكفاح من أجل الحقوق المدنية واندماج النساء المسلمات في المجتمع الغربي انطلاقا
من “أسئلة مزعجة ” موجهة للمستمعين، “كيف نوفق بين احترام المعتقدات الدينية مع احترام المساواة بين الرجال والنساء؟ ” “ماذا نصنع للفصل بين ماهو عمومي وماهو خصوصي في مسطرة الحياة العامة؟ ” “كيف تفهم المساواة في التعامل والتقدير مع احترام المسألة الدينية؟ “.
وطرحت المسؤولة الإسبانية عن المساواة تساؤلا حول موقع النساء المسلمات من هذه المطارحة، وزعمت أن مشاركتهن كـ “محاورات في السياسة ” يتصدين للرموز الدينية واستعمال المنديل، لا يعفيهن من مسؤولية اتخاذ القرارات بدرجة تحمُّلهن الدفاع عن الرموز .
المسلمات في العمل:
شاركت عائشة بلعربي في هذه الأيام، وهي أستاذة وباحثة من جامعة محمد الخامس بالرباط، وسفيرة سابقة للمغرب، والتي عبرت عن أن الدين بالنسبة للمهاجرين يعتبر “ملاذاً ” يكسبهم احتراماً بين ذويهم، وييسر اللقاء مع هوية الجماعة، ناهيك عن الموارد والمساعدات التي يجنونها.
كدت فيما يتعلق بميدان العمل، أنه لا توجد وثائق حول عمل المرأة المسلمة، ولكن هناك فروق بينها وبين الرجل، فبينما يعمل الرجال في مختلف القطاعات، نجد المرأة تقتصر في عملها على قطاع الخدمات، وقلما تشارك في الفلاحة والبناء والأعمال الحرة والمقاولات .