هذا الوصف أطلقته جريدة La Rozon.es على سعد الدين العثماني زعيم حزب العدالة والتنمية في حوار لها معه أجراه “Pedro Canales” عندما حل سعد الدين ضيفاً على مدريد في بحر الأسبوع الماضي، ونشر الحوار يوم 2007/7/10 تحت عنوان:
“برغم التقلبات فإن العلاقة بين إسبانيا والمغرب لم يعد في إمكانها التقهقر”
سيكون سعد الدين العثماني زعيم الـ pjd الرابح الأكبر في انتخابات شتنبر، أيوافق الملك على دخوله الحكومة؟ أيمكن أن يحظى سعد برئاستها؟
الزعيم الإسلامي المغربي حصيف، يهيئ نفسه بعناية، أدلى لـ La Rozon بهذه التصريحات خلال زيارته الأخيرة لمدريد بدعوة من البيت العربي Casa Arabe.
< دخل المغرب منذ التسعينات في عملية إصلاحات، ماذا بقي عالقاً؟
> حدث تقدم هام في المخطط السياسي، وفي حقوق الإنسان وحرية الصحافة ومجالات أخرى اجتماعية وسياسية، أما طريقة التسيير،والحكومة الجيدة فلا، مازال إصلاح الإدارة والعدالة معلقاً، هذا يحتاج إلى العصرنة والدينامية والتخليق، أولاً وقبل كل شيء محاربة الفساد La Corrupcion.
< بأية وسيلة؟
> لابد من استراتيجية، والأكيد هو أننا مالم نتصرف لن يكون لابلدنا ولا اقتصاده تنافسيين.
< وإصلاح التعليم؟
> يشكل جزءاً من الإصلاحات البنيوية، تعليمنا لا يحقق ما نتمناه، أعطيك رقماً : يوجد في المغرب مليون وأربعمائة ألف شاب ما بين 10 و 24 سنة، كلهم أميون، هذا يعني أن التعليم لم يشهد تعميما ولا جودة، وطال الفساد هذا القطاع، ليست مسؤولية جميع المهنيين، إنه الجهاز في حد ذاته يسمح بهذا.
< في المغرب أحزاب وشخصيات يدعون إلى تغيير الدستور، ما رأيك؟
> الإصلاح ضروري، ولكن لابد من توفر شرطين مقدما: أن تحدث إصلاحات سياسية للأحزاب والقوانين حتى تكون الانتخابات شفافة وحرة، وأن يحصل التوافق عليها.
< هذا سيؤدي إلى توضيح السلط؟
> السلط- بدءاً- واضحة! لكن ينبغي دعم صلاحيات الوزير الأول، والحكومة، والبرلمان، والعدالة، الاعتراف بالمرة أن العدالة يجب أن تكون سلطة مستقلة.
< تكهنت كثير من استطلاعات الرأي بأن حزبكم سيفوز في الانتخابات، أتعتقدون ذلك؟
> بعض الاستطلاعات تعوزها المنهجية، فنسبة 47 ? مبالغ فيها لحزبنا، سنكون الأوائل مع فارق صغير عن الثاني.
< هل اتخذتم معايير من أجل تلافي تزوير الانتخابات؟
> استعمال المال هو العدو الأول للشفافية الانتخابية، وهذا مازال معمولا به، يمكن اتخاذ معايير صارمة، لكن لابد من إصلاح القانون الانتخابي نفسه.
< في حال عقد تحالفات مابعد الانتخابات، ماهي أفضليات حزب العدالة والتنمية؟
> نحن حزب من الوسط، وأسبقيتنا لأحزاب الوسط، ولكن يمكننا التحالف مع اليسار كما مع اليمين، النتائج الانتخابية هي التي تؤشر، لا ينبغي للتحالفات أن تكون إيديولوجية، بل على البرامج.
< كيف يُفسَّر أنه بغض النظر عن النتائج الانتخابية، يمكن للملك أن يعين وزيراً أول قد لا يكون من الحزب الفائز، وقد لا يكون سياسيا بالمرة؟
>أعتقد أن هذه المرة سيكون الوزير الأول سياسيا، عصر وزير أول تكنوقراطي قد ولى.
< كيف ترون العلاقات بين المغرب وإسبانيا؟
> انطلقت الدينامية منذ مدة، ولا يمكن إرجاعها القهْقرى، هناك تقوية للعلاقات، اقتصادية أساساً، يزداد عدد المستثمرين الإسبان الذين يستقرون في المغرب، وهناك علاقات ثقافية متنامية، اللغة الإسبانية تكتسح الميدان .
< ولكن ليس كذلك سياسياً؟
> صحيح، اليوم علاقاتنا جيدة، ولكن لا ندري في حال تولي حزب آخر للحكم في إسبانيا إن كانت ستستمر جيدة.
< أتخشون وصول الحزب الشعبي P.P إلى السلطة؟
> لا، إطلاقاً! عندي أصدقاء أحِمَّاء في الحزب الشعبي، أعتقد أن في الحزب الشعبي أشخاصاً يتمتعون بخصال سياسية جيدة، الصورة التي تُنقل عن الـ P.P ليست صورته الحقيقية، العلاقات بين إسبانيا والمغرب تزداد تماسكاً، وليس في مقدور أي سياسي أن يرجعها إلى الخلف.
< تلطخت صورة المغرب بالأنشطة الإرهابية لمواطنين مغاربة، كما حدث في 11 مارس بمدريد. ماذا تقترحون لتلميعها؟
> لا ينبغي الخلط بين صورة المغرب والمغاربة من جهة، وهؤلاء الإرهابيين من جهة أخرى، جل هؤلاء عاشوا في أوربا ردحاً من الزمان.
< ما موقفكم من الإرهاب؟
> إنه ظاهرة عالمية ومعولمة، والتي تفرض وجود تعاون من أجل محاربتها وبالخصوص بين دول المنطقة.
< اجتمع المغرب والبوليساريو في يونيه بنيويورك، ماذا يقول حزبكم؟
> أولاً ! ، مادامت المفاوضات قائمة فلا يحق لنا إلا أن نباركها، أما ثانياً، فيجب على المغرب أن يتشدد في التمسك بوحدتنا الترابية، وهذا أمر صالح لإسبانيا أيضا، لا يمكن الخضوع لضغوط إقليم أو جماعة تنوي تأسيس دولة مستقلة في جهتها، المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء مفيدة للجميع أولا! لأنها تحافظ على الوحدة الترابية للمغرب، وثانياً تتيح للصحراويين تسيير شؤونهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية.
الإطفائي المعتدل
في سنه الخمسين، سعد الدين العثماني عمل ثلاث سنوات طبيباً، وثلاثاً أخرى طبيباً نفسانيا، وقضى العشر الأواخر في محراب السياسة، مثقف جداً ومتعدد اللغات (يتكلم بطلاقة العربية والأمازيغية، بالإضافة إلى الفرنسية والأنجليزية ). يعشق العلم والثقافة ويقطر هدوءاَ، يفكر في الأسئلة قبل الإجابة عنها بيد أنه يجيب عنها جميعا، يدعو إلى إسلام معتدل معاصر بالوعظ والإرشاد، وليس بالعنف والتهجم، ويؤكد أن السلطة لا تهمه، ويقبل من إبنتيه الإثنتين أن تخلعا الحجاب إن هما يوما قررتا ذلك “إنها حريتهما “.
عندما اختير كاتبا عاماً لحزب العدالة والتنمية، استقبله الملك، ويؤكد أنه حدث بينهما انسجام.
كثيرون في المغرب، وفي الدول الغربية، يتنبأون لهذا الرجل أن ينتهي به المطاف وزيراً أول، الملك محمد السادس يذخره كورقة رابحة.