أنطولوجيا

* محمد علي الرباوي

ممتع ما كتبتَ يا عبد القادر . لكن وجود الكوفة بمحافظة النجف قريبا من العجم ليس دليلا على ضعف لغتها فقد تأكد أن الأمصار البعيدة عن الجزيرة هي الأمصار التي حافظت على اللغة وعلى الشعر وكل العلوم المرتبطة به، فالكوفة دار هجرة للمسلمين وعاصمتهم بدل المدائن . وهذا يعني أنها احتضنت عربا حملوا معهم لغتهم وتراثهم. مدينة الكوفة كانت تواجه تحدي ثقافة العجم بالثقافة العربية وتقدمها على أنها الأفضل والأقوى وعليه لا بد من الحفاظ عليها. لكن وأنت تحاكم البصرة أحسستُ أنك تجاملني بهذا لأنك تعرف كم أنا شغوف بالنحو الكوفي الذي أسميه بالنحو الشعري، كل هذا تفعلة كي أطلق سراحك لتحضر النشاط الثقافي يوم 27 أكتوبر المقبل بالدار البيضاء. على كل سأفكر في موضوع هذا السراح الحلم

=====================

* عبد القادر وساط

يا بن علي لو كنت أريد استعطافك لما نشرت خطبتك مع ما فيها من فقرات حجاجية-نسبة للحجاج بن يوسف- وفقرات زيادية وأخرى قطرية، نسبة لقطري بن الفجاءة…
ثم إني لم أنتقد البصريين وإنما نشرت كلامك أنت فيما يتعلق بهم

***

شكرا لأصدقائي على مساندتهم لي في هذه التجربة الأليمة بسجن ابن علي
أما الخطة التي تفتق عنها خيالك العجيب يا سي أحمد فخطة جهنمية بحق
فهذا الشاعر الجلف الغليظ الوجه- كما وصفه صديقنا أبو العيال- سيخلق العديد من المتاعب لابن علي إذا ما تجرأ الطاغية على الزج به في السجن
و كأني بخيل تميم و قد سدت الآفاق على حرس ابن علي
لكنني مع ذلك في حيرة من أمري
فقد سمعتُ أن شعراء الشواهد المعتقلين في طريقهم إلى سجن الكثيب
و كم أود أن أقضي معهم بعض الأيام رغم قسوة الظروف
على أن أبعث لك تقريرا مفصلا يا صديقي عما سيحدث حين يصلون إلى ( عين المكان )

====================

* احمد بوزفور
ما أرقى وأصفى لغة هذا الشيباني الجميل ( هل هو أبو عمرو )؟، إنها لغة عُلوية ( نسبة إلى عليا نجد )، فقد شممتُ فيها عرار نجد وتمتعتُ به. وقل لي ياسي عبد القادر، ماذا يفعل الجهاز البيروقراطي لبن علي ( وقد أمر بإلقاء القبض على شعراء شواهد سيبويه ونحاة البصرة ) بشواهد سيبويه المجهولة الخمسين التي أعيت علماء اللغة والشعر في البحث عن شعرائها دون جدوى؟ هل يلقي القبض على كل أعرابي يقول الشعر؟، وبمناسبة القوارص ياصديقي، فقد خطرت لي فكرة جهنمية يمكن أن تنقذك من سجن بن علي: وهي أن نغري الجهاز الأمني لبن علي بإلقاء القبض على الفرزدق الذي استشهد الخليل في ( العين ) وهو يستعرض مادة ( قرص ) بقوله:
( قوارصُ تأتيني وتحتقرونها = وقد يملأُ القطرُ الإناءَ فيفعمُ )
واستشهد نحاة البصرة بعده بنفس البيت على الابتداء بالنكرة. وأنت تعرف ياصديقي من هو الفرزدق ومن وراءه، فهو من بيوتات تميم العليا، وتميم جمرة العرب، وإذا غضبت لسجنه فقل على ابن علي السلام:
( إذا غضبت عليك بنو تميم = حسيت الناس كلهم غضابا ) 
كما يقول جرير.ولا أستبعد في هذه الحالة أن تسيل شعاب وجدة بالخيل عليها جن بني تميم فلا تبقي من دولة ابن علي باقية، وتفتح سجونه وقلاعه الحصينة في كل بقاع الأرض فتتحرر إن شاء الله. ما رأيك أطلق الله سراحك؟

===================

ابو العيال المحمدي

قد تكون القضية عويصة، ولكن،إن قُيض لها محام شاطر يخرج منها المتهم كما تخرج الشعرة من العجين.
أما إن كان المحامي فاشلا فإنه يخسر القضايا البسيطة ، وتصير مرافعاته شواهد ضد موكله . وهذا لعمري حال صاحبنا السجين ! يستشهد بكتاب يزعم أنه للشيباني ؛ ومتى كان بنو شيبان يصنفون الكتب ؟
الكتب ياأبا سلمى من اختصاصنا نحن بني شيبان ، والدواوين بخاصة . أما كتاب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ، فهو للكاتب العثماني حاجي خليفة ، وما أظنه إلا من هذيل صليبة ، تركيّاً بالولاء .
غيِّرْ المحامي ياأبا سلمى ، فهذا الذي نصبته يهادن الطاغية ابن علي ، و الجبار لا يرعوي ما لم يجد قِرنا ينازله ، فلا يفل الحديد إلا الحديد .
عموما نحن نرجو لك طول العمر في سجن ابن علي ، ونتمنى على المحامي الحجة تنطلي .

***
ما زلت في حيرة ! أقول مرة عليك ياأبا العيال أن تأخذ العصي من الأوساط ، ولا تجذب كل البساط ، فتنتصر فحسب لوساط .
ثم أراجع ما كتبه أبو سلمى من الألطاف ، وما يشبه الاستعطاف ،وقد أعياه السجن والاختطاف ، فأقرر الانتصار له ولا أخاف .
وأنبري إلى كتابات ابن علي الجبار ، فأجده من المعتدلين الأخيار ، ولا يبدو عليه جور ولا استهتار .
لكن اتهام ابن عباس لابن علي بأنه شبيه الحجاج ، وزياد ، وقطري ، جعلني أتردد من جديد ، لقد شبهه بثلاثة طغاة ، لم أجد من أفضل من بينهم ؛ الحجاج بن يوسف الثقفي ، وزياد بن أبيه ، وقطري بن الفجاءة ! ثالوث التسلط والشدة .

***

أضم صوتي إلى الأستاذ بوزفور، لعل الفرزدق هو السم الناقع الذي يخشاه ابن علي؛ وكيف لا، وقد وقف شوكة في حلق الخليفة معاوية بن أبي سفيان؟ أليس هو القائل متعاليا على معاوية :
فلو كان هذا الأمر في جاهلية = علمت من المولى القليل حلائبه!
ولو كان ذا في غير دين محمد = لأديته أو غص بالماء شـاربـه
ولو كان إذ كنا وللكف بسـطة = لصمم عضب فيك ماض مضاربه
فكم من أب لي يا معاوي لم يزل = أغر يباري الريح أزور جانبـه!
وكم من أب لي يا معاوي لم يكن = أبوك الذي من عبد شمس يقاربه!
كانفلو كان هذا الأمر في جاهلية = علمت من المولى القليل حلائبه!
ولو كان ذا في غير دين محمد = لأديته أو غص بالماء شاربه
ولو كان إذ كنا وللكف بسطة = لصمم عضب فيك ماض مضاربه
فكم من أب لي يا معاوي لم يزل = أغر يباري الريح أزور جانبه
وكم من أب لي يا معاوي لم يكن = أبوك الذي من عبد شمس يقاربه
كيف لا، وهو الذي كان يجير من استجار بقبر أبيه غالب بن صعصعة؟ فلو استجار به ابن عباس لأجاره .
ثم، ألا يلقب بالفرزدق؟ وذلك لتجهم وجهه؛ بوجهه وحده يمكن أن ترتعد فرائص ابن علي!
وأخيرا ؛ أليس اسمه هماما؟ اسمه أيضا يهم من لا يهتم!
لا تضيع ياأبا سلمى هذه الفرصة، فالفرصة غصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top