خمسة وخميس (العدد 136 )

لا ندري أي عين سوء أصابت هذا الاتحاد المغاربي، لقد احتار المعالجون والأُساة، هبوا من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، ومن الضفة السفلى المشرفة على مضيق جبل طارق، فوصفوا له تعويذة 5+5 ، ثم تميمة برشلونة، وأخيرا تِوَلة ساركوزي، لم تفلح جميعها في شفاء الرجل المريض، وهاهم اليوم يجتمعون في الرباط ليعيدوا الكرة لعلهم يفلحون في دفع العين، إنهم خمسة زائد خمسة، وإليكم ما عربته من موقع Actualidad.terra.es ليوم 21 يناير 2008.

الدول 5+5 تعبر عن رغبتها في مواصلة نجاعة علاقاتها المتوسطية.

أعلنت مجموعة دول 5+5 اليوم أنها ستخلق ميكانيزمات جديدة لتضفي النجاعة على العلاقات بين ضفتي المتوسط، كما اتفقت على الرئاسة الإسبانية المغربية المشتركة للاجتماع القادم.
صرح وزيرا خارجية إسبانيا ميگل موراتينوس، والمغربي الطيب الفاسي الفهري في الاجتماع الذي انعقد اليوم في الرباط، وخصا بالذكر، “مركزية ” مسار برشلونة   في العلاقات بين دول الاتحاد الأوربي ودول جنوب الحوض المتوسطي .

وجرى ذكر أهمية مشروع الاتحاد المتوسطي الذي اقترحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في السنة الماضية، والذي تمت من أجله دعوة رؤساء الدول والحكومات إلى عقد قمة يوم 13 يوليوز القادم.
بالنسبة لإسبانيا كما أعلن موراتينوس نفسه في الشهر الماضي، . فإن التحدي الذي يواجه إسبانيا في رئاستها المقبلة للاتحاد الإوروبي خلال 2010 سيكون بالتأكيد إنشاء الاتحاد الأورومتوسطي المبني على روح مسار برشلونة الذي رأى النور سنة 1995.

سيشارك إلى جانب موراتينوس والفاسي الفهري في ختام هذه الاجتماعات التي   شرع فيها يوم الأحد كل من زملائهم من فرنسا وإيطاليا والبرتغال ومالطا من الجانب الأوروبي، والجزائر وليبيا وموريتانيا وتونس من العدوة الجنوبية .

وأوضح رئيس الدبلوماسية الإسبانية بأن :”هذه الرئاسة المشتركة ستقترح ميكانيزمات للحوار حول المسائل التي تهم الضفتين في موضوعات السياسة والأمن والهجرة والبيئة والتنمية البشرية”.
وعبر الوزير الإسباني عن ارتياحه لنتائج اللقاء المنعقد في العاصمة المغربية، بقوله، “الآن، وكما كان دوماً، فإن المغرب وإسبانيا سيعملان يداً في يد من أجل ضمان وتقدم مسار مجموعة 5+5” وضرب موعداً لاجتماع آخر تحتضنه إسبانيا في أواخر هذا العام .

وأكد موراتينوس أن هذه الجمعية ستتناول الموضوعات بحسب أولوياتها بالنسبة للدول العشر من ضفتي المتوسط، وستساهم في المعركة المشتركة ضد “التحديات المستعجلة ” التي تعاني منها المنطقة، وذكر من بينها الهجرة اللاشرعية .

وهنأ الوزير الإسباني المغربي على “الجهود ” التي يبذلها في محاربته للهجرة السرية . وعلى تعاونه ” المثالي ” مع إسبانيا من أجل مواجهة هذه “الظاهرة الاستراتيجية الهامة ” ، وركز على ضرورة انتهاج سياسة هجرية “شاملة ومندمجة ” لكل المنطقة، وأشار إلى أن هذا المشروع المتوسطي الطموح يندرج منطقيا ضمن مقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ولكن أيضا مع ارتكازه على مسار برشلونة كمكون أساسي لمستقبل المنطقة كلها.

ومن جانبه، قال الفاسي الفهري : “أتيحت لنا في هذا الاجتماع فرصة الحوار بطريقة جدية حول مبادرة الاتحاد المتوسطي، ومجموعة 5+5” وأشار إلى أنه من أجل بلوغ الهدف اتخذت إجراءات عملية، وأكد الوزير المغربي على أن كل الوفود المشاركة تأسفت لبطء تكامل المغرب العربي، وعبر عن رغبة شركاء الضفة الشمالية في تقدم هذا الاتحاد.

وأكد الفاسي الفهري على أن المغرب العربي “منطقة جيواستراتيجية متاخمة لناحية جنوب الصحراء المعرضة جدا للأنشطة الإرهابية ” وأضاف زميله الإسباني أن التكاليف المتحملة ما لم يتحقق “الاتحاد التام ” لهذه الدول “تعتبر غالية جدا بالنسبة للجميع “.

وعند انطلاق الاجتماع أكد الفاسي الفهري :”لا يوجد لمنطقتنا خيار آخر غير العمل الجماعي المترابط والمتضامن، الآن وأكثر من أي وقت مضى، لنعمل من أجل مستقبل سياسة التقارب الاستراتيجي بين دولنا، ومن أجل تطوير تعاون فعال “.

موازاة مع هذا اللقاء الذي اختتم لتوه، انعقدت حلقة دراسية حول “الوضعية المتقدمة ” بين المغرب والاتحاد الأوروبي ، حيث -حسب موراتينوس – أعطيت   الدفعة الحاسمة ” لمسار التعاون بهدف أن تكون هذه اللجنة ” نواة صلبة تغذي وتطور المشروع المتوسطي الطموح ” وحسب موراتينوس دائما، فإن وضعية إسبانيا “قمينة أكثر من كل الدول الأوربية بجعل المغرب شريكا متميزا للاتحاد الأوروبي”… لذا ” ينبغي البحث عن ميكانيزمات يستطيع بها المغرب أن يصبح أكثر قربا من أوربا المستقبل”.

كانت مجموعة 5+5 قد تكونت في روما سنة 1990 كأول منتدى كبير يهدف إلى تطوير العلاقات بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وبرغم طبيعته الاستشارية ولا يتخذ القرارات، فإن رغبة المشتركين المعبر عنها اليوم بلسان وزراء الخارجية تسير قدما نحو اندماج المنطقة، وعبر معايير واقعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top