✘
أ باعتباركم متتبعين للشأن المغربي، ما هو تقييمكم لخطابالملك محمد السادس الأخير؟
✔ أعتبره حقا خطوة إلى الأمام، لكن بقي أن
ننتظر
كيفية ترجمة الأحلام على أرض الواقع. لقد كانت هناك قبل الخطاب خطوات متقدمة في
مسار
الإصلاح، ولكنها انتهت إلى اعتبارها خطوات شكلية، فعلى سبيل المثال، نجد هيئة
الإنصاف
والم صالحة والتي تظل من إبداع الملك، تتوقف في منتصف الطريق، ولم يتم تنفيذ
توصياتها
الحكيمة عمليا.
✘
أكنتم –
كملاحظين – تتوقعون تغييراً مثل
هذا في المغرب، وبهذا الشكل المثير الذي ورد في
الخطاب الملكي؟
✔ بعد انتصار الثورة التونسية، لم يعد ولا
واحدا
من الحكام العرب ينعم بالهدوء والشعور بالارتياح، من الجزائر إلى الخليج العربي،
كلهم قدموا تنازلات، إن قليلا أو كثيرا، لقد لَيَّنُوا مواقفهم، والمغرب لن
يكون استثناء، لقد استمعت لوزراء مغاربة عديدين، وهم يقولون إن السلطات
توصلت
برسائل الشارع، والخطاب الملكي يحاول أن يرد عليها.
✘
هل وصلت اقتراحات الخطاب الملكي إلى ملامسة سقف
المطال التي تلح عليها الحركة
الشبابية ل 20
فبراير؟
✔ لا، إطلاقا، فالمطالب التي شاهدتها تتردد في
المغرب،
وبشكل غير منظم إلى حد ما، تذهب إلى أبعد من هذا بكثير، إنهم يطالبون بتكوين
هيئة
دستورية، هي التي تتولى صياغة الدستور الجديد، شيء شبيه بما يجري حاليا في تونس،
ويلحون
على أنه يجب على الملك أن يستغني عن بعض من معاونيه أمثال الكاتب الخاص منير
الماجدي.
إن المظاهرة التي أجهضت يوم الأحد في الدار البيضاء دليل على عدم اقتناع البعض
بخطاب
صاحب الجلالة.
✘
إذا كان جل السياسيينقد هللوا لأمر أن المغاربةسيصنعون لأول مرة دستورهم بأنفسهم،ما رأيكم في اللجنة المكلفة بتحضير مسودة الدستور؟
✔ لم يتم تعيين اللجنة المكلفة بصياغة مسودة
الدستور
من طرف الشعب، بل عينها الملك .جيد، لقد طلب منها العاهل
أن تنصت للأحزاب وللجمعيات المدنية.. إلى غير ذلك، هذا جيد،
ولكن كان من الأفضل لو كان هؤلاء هم الذين يتمتعون بالشرعية، بمعنى أن تتولى
الأحزاب تحضير هذا القانون الأساسي الجديد. إن دور خارطة الطريق
التونسية
نحو الديمقراطية يبدو أنها أحسن،
ونحن واثقون من نجاحها.
✘
ما تأثير هذا على الاحتجاجات المرتقبة يوم 20
مارس؟
✔ أرى أن أعضاء حركة 20
فبراير
سيصرون على النزول إلى الساحة، لقد أكد لي هؤلاء
الذين دعوا إليها بأنهم واثقون من نجاحهم ويطمحون إلى أن يكون خروجهم أحسن
من 20 فبراير،
إنهم
تيرمومتر حقيقي لقياس مدى تأثير الخطاب الملكي، فكلما قلَّت حشود
الناس
كلما كان الم ل ك أكثر
إقناعا.
✘
هل المغرب في طريق الانتقال
من ملكية تنفيذية إلى
ملكية برلمانية؟
✔ نعم، أظن أن المغرب في طريقه إل
ى
الملكية البرلمانية، إنه لم يُسرع في الإعداد لها
منذ
1998 مع تنصيب حكومة
التناوب، ولا في 1999 مع تتويج محمد السادس، بل
شرع
فيها فقط منذ أسابيع فحسب، نرجو أن يصل إليها
سريعاً،
إنها قضية شهور.
وإذا لم يقع الالتفاف عليها،
فستقوي
هذه المبادرة هيبة المغرب وموقع ومناعة المؤسسة
الملكية،
بل أكثر من هذا يمكن أن تصبح التجربة المغربية مثالاً يُحتذى
به من لدن مملكات الخليج العربي.
✘
إنها
أول مرة في العالم العربي لا يتولى زمام مبادرة
التغيير الجيش ولا الأحزاب، ولا
النقابات، بل يتولاها –
بكل بساطة –
شباب، ما سبب هذه الظاهرة حديثة العهد
بالولادة؟
✔ إنهم شباب، ولكن ليسوا لوحدهم، كان الأمر
كذلك
في الثورات التي حدثت في تونس ومصر.. شباب بدون زعماء، تفسير
ذلك،
هو أن الشباب، هم الذين يسايرون عن قرب
ما
يحدث في محيطهم في دول أوربا، بواسطة
الفاي
سبوك
والتويتر واليوتوب، يحصلون على
إمكانية
أن يستعلموا وينتظموا وينسقوا فيما
بينهم،
هذا ما يفسر دورهم الأساسي في الاحتجاجات.
✘
أيمكن لظاهرة التغيير فيالمغرب أن تؤثر عليه في علاقته بمحيطه (
الجزائر، الحل الديمقراطي للنزاع فيالصحراء، العلاقات مع إسبانيا)
؟
✔ الجزائر ستنتقل إليها العدوى بواسطة رياح
الحرية
التي تهب على العالم العربي، ولكن لا يمكن اعتبار تداعياتها هي نفسها كما قد يحدث
عند
جارها المغرب. أما عن إسبانيا، فأنا مقتنع بأن العلاقات الثنائية
ستصير بين اليوم والغد أكثر سهولة وانسيابية واستقرارا، وسيصبح
حسن
الجوار صادق ا، ولعلنا نوفَّق في تغيير
هذه
الصورة البشعة اللامستحقة عن المغاربة في إسبانيا.