نسيت أبا العيال اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، كل وسائل الإعلام أعطت لليوم ما يستحقه وأكثر، وتفننت بالصورة والصوت والتوثيق، وجعلت منكم معشر الرجال سفاكي دماء، وسكت، والساكت عن الحق شيطان أخرس
خيراً فعلت? لم تشاركهم واعتبرت الموضوع نسبيا منسيا، هذه الرسميات حق يراد به باطل، صحيح أننا ندين العنف بكل أشكاله، والعنف أسلوب غير حضاري يتغلب فيه منطق القوة على قوة المنطق، والمرأة في مجتمعاتنا تعاني فعلا من التعنيف ماديا ومعنويا، وباعتباري المرأة وأم عيال أشجب كل تطاول على بنات جنسي، ولكن لست مقتنعة بهذه الوصفات الجاهزة التي تعرض علينا لاقتناعي بأن الحقوق تؤخذ ولا تعطى، وما لم يتشبع المجتمع ذكورا وإناثاً بقدسية احترام الحقوق والقيام بالواجبات لن تفلح أي حملة مهما كان مصيرها وما قلناه عن العنف ضد المرأة نقوله عن حملة من أجل الديمقراطية، وحملة محاربة الإرهارب وحملة الحريات
عن أي ديمقراطية يتكلمون؟ يقولون كن ديمقراطيا رغم أنفك، وكن ديمقراطيا وفق مفهوم النظام العالمي الجديد للديمقراطية، فيسارع أولوا الأمر إلى الدمقرطة بإجراء انتخابات بشروط مبسطة، وينجح الوجهاء بجثامينهم المحنطة، ونسأل عجوزا عن الدمقرطة، فتقول دخلت قاعة مبلطة، وألقيت ورقة مخططة، بأوامر ?المخزن? المسلطة، وكل ما يقال مجرد سفسطة
ويقولون حاربوا الإرهاب، اعتداءات مدريد إرهاب، ولندن والبيضاء ، إرهاب هذا صحيح، وبشجبه نصيح، لكن المقاومة الفلسطينية ليست إرهابا، والمقاومة العراقية ليست إرهابا، وكل قول غير هذا يعتبر كذاَّبا
ويزعمون أنهم يصدرون لنا الحريات، حريات أعدها أهلها وفق شروط تطورهم التاريخي وعند استيرادنا لها يبدو عليها القصور، خذ مثلا ما جرى من عنف في فرنسا تسبب فيه أطفال فرنسيون، أساءوا استعمال الحرية، اشتغل آباؤهم بتوفير الدرهم الأبيض لليوم الأسود، فتربى أبناؤهم في الهم الأسود، ما أكملوا تعليما ولا أتقنوا حرفة، تمتعوا بحرية التصعليك، والآباء منشغلون بالأعمال وحب التملك، ولا واحد من المسؤولين يرشدك وبذلك، فكانت النتيجة حرية مبالغا فيها وتكوينا منعدما، وهذا حصاده
تزامنا مع انشغال العالم بمناهضة العنف ضد النساء، يعقد في برشلونة المؤتمر الأورومتوسطي، ليناقش هموم الشمال الهجرة والإرهاب، ويغض الطرف عن هموم الجنوب والتنمية وأنشطة الاكتساب، فتخلف زعماء الجنوب بعضهم مريض وبعض غِضاب، ولسان حالهم يردد ما نريد الكيل بمكيالين يا صحاب
أنت سريع النسيان يا أبا العيال، كنت إلى الأمس القريب من أنصار الريال، أما البارصا فلم تخطر لك على بال، كنت تتبجح بأن الحمائم البيضاء هم الرجال، أما الأزرق،-الرماني فمحال، أن يكون لهم في البطولة مقال، وكنت أحيانا أشاركك الجدال، وأقول بأن النسور في البارصة، والحمائم في الريال، وهاقد صدق حدسي والنسر صال وجال، الدرهم والدينار والريال، لا يساوي شيئا مقارنة بالأورو السيَّال
علينا أن ننحني أمام العواصف والسعايات، ونسير بتدرج وفق برامج وغايات، أما الصراخ والدعايات، فتؤدي حتماً إلى أبشع النهايات، ومادام الوهن عليكم من آيات، فسارعوا للنساء بتسليم الرايات، زمن الذكورة قد ولى ولا بد من اقتسام الولايات