يحيي المثقفون الإسبان حلول الذكرى المئوية لميلاد الأستاذ أنخيل عونثالث بالنثيا (1989/9/04) – (1949/10/30) وذلك، بإقامة ندوات وحفلات في أوركافودي سانتياغو بإقليم كوينكه مسقط رأس المستعرب الكبير.
كان لأنخيل بالنثيا اهتمامات كثيرة، فهو باحث جاد في الأدب والتاريخ الإسبانيين، ومفهرس ممتاز لذخائر المؤلفات الموسوعية، وهو إلى جانب هذا كله خليفة آسين بلاثيوس، في عمادة الاستعراب الإسباني، وتقوم شهرته في العالم العربي على كتابه القيم “تاريخ الفكر الأندلسي ” تعريب: الدكتور حسين مؤنس. وله فيما يتعلق بالمغرب -جمع ودراسة لمجموعة من الحكايات الشعبية المغربية، منها هذه التي نتولى تعريبها، وهي شبيهة بقصة لسرفانتس بعنوان “الاسترمادوري الغيور”.
EL CELOSO ESTREMENO
يتوصل المستعرب في النهاية إلى أن سرفانتيس قد يكون أطلع على الحكاية المغربية ووظفها في قصته ويرد على الإيطاليين الذين يزعمون أن سرفانتيس -في هذه القصة وغيرها – ينهل من مصادر إيطالية، ويفند مزاعمهم .
هذا بالنثيا (توفي سنة 1949) يدافع عن الحكاية المغربية ضد الإيطاليين وغيرهم، وقبله نافح آسين بلاثيوس A.PALACIOS (ت.1944) ضد الإيطاليين على أن الكوميديا الإلهية مقتبسة عن العرب، ورغم وفرة الخصوم استطاع أن ينتصر عليهم بالدليل العلمي، وقبلهما ريبيرا RIBERA (ت.1934) استمات في قضية إثبات العلاقة بين الشعر الأوروبي والشعر الأندلسي، وقبلهم جميعا أستاذهم كوديرا CODERAT (ت.1917) وقف في وجه دوزي DOZY الهولندي وغيره من المستشرقين الذين يتهمون المرابطين بالتخلف، وأثبت لهم بالدليل العلمي الوفرة الوافرة من العلماء والأدباء في هذا العصر.
أغتنم فرصة إحياء الذكرى المئوية -وأنا في مدريد- لأعرب هذا العمل الذي جمع بالانثيا مادته في رحلة له إلى المغرب سنة 1914 ونشره في مدريد سنة 1924 تحت عنوان:
[حكاية شعبية مغربية و”الاسترمادوري الغيور” لسرفانتس للمستعرب الإسباني: أنخيل غونثالث بالنثيا. G.Palencia
ترجمة: إدريس اعفارة
نشر في جريدة الناطق ( يناير 1991)
“تتداول في المغرب حكاية شعبية صغيرة تكرر بالتدقيق ما يوجد في “الإسترمادوري الغيور” بالرغم من أن الإغواء في الحكاية المغربية يدبر مباشرة من طرف إمرأة عجوز.
وفيما يلي سأعيد كتابة الحكاية بأسلوب سردي رتيب لأني لا أرمي إلى جمع نص صوتي Texto fonético .
والترجمة الإسبانية لهذه الحكاية التي سمعتها في الرباط في صيف 1914 رواها لي محمد بلحاج، وهو موظف في مصلحة البريد الإسباني، رجل شاب نابه، ولكن لاحظ له من العلوم الإسلامية، ويجهل اللغات الأوربية إطلاقا.
* حكاية الرجل الذي توصل إلى الزواج من إمرأة بلا بتات.
كان الرجل يتزوج كل سنة، ويأخذ من العروس بتاتها (جهاز عرسها) ثم يطلقها، إلى أن رأى في إحدى المناسبات إمرأة ترضع بنتا صغيرة لم تفطم بعد.
اتجه الرجل صوب المرأة، وخاطبها قائلا:
-أيتها المرأة، أريد – بارك الله فيك- أن تبيعيني هذه الصغيرة.
– بنتي! إنها مازالت صغيرة، عيناها لازالتا مغلقتين، ولما تفطم.
– جزاك الله خيرا ! إنني أقسمت ألا أتزوج إلا بطفلة لما تفتح عينيها، ولما تفطم، وأعمل على تربيتها وتنشئتها أمام عيني، وبعد أن تشب عن الطوق أتخذها زوجة، سلمت الأم بنتها للرجل مقابل مائة ريال .
حملها إلى الدار، ولم يفتأ يراقبها وهي تترعرع، فتحت عينيها على هذا الرجل، وصارت تناديه أبي، ومرة سألته:
– أبي! أيوجد في الدنيا مخلوق غيرنا؟
– لا يوجد في العالم سوى أنا وأنت والله.
خرج مرة للسوق، فجاءت عجوز تتسول بالباب:
– صدقة، لله، سيدتي!
وقفت الفتاة وراء الباب، وقالت:
– من أين خرجت يا عجوز؟
– من الدنيا يا بنيتي.
– كيف؟ أيوجد شيء في الدنيا؟ أبي قال لي “فقط نوجد أنا وأنتِ والله”..
– لو ترين الدنيا يا بنيتي- قالتها بصيغة الإيعاز- وما فيها من شبان… إن شئت لآتيك بواحد منهم إلى عقر دارك.
– وأنى لك يا عجوز؟ إن أبي يقفل علي الباب بالمفتاح.
– أنا أرشدك لما ينبغي أن تقومي به مع أبيك ” عندما تشعرين به قد وصل، خذي قليلا من النخالة، واذهني بها وجهك حتى يبدو أصفر ذابلا، وترقدين على السرير، وبمجرد دخوله، سيقول لك ” “ما بك يا ابنتي، أراك ممددة؟ ” وعليك أن تجيبيه : “إنني مريضة يا أبي ” “وما علتك بنتي؟ ماذا يؤلمك؟” فتجيبينه :”لا أعرف يا أبي” ، جاءت العجوز إلى باب المنزل متسولة، فقالت البنت لأبيها:
هذه المرأة تعرف سر علتي:
– قام الرجل إلى الباب وفتحه، وخاطب العجوز قائلا:
– أدخلي يا امرأة، إبنتي مريضة ولا أعرف سبب علتها، دخلت العجوز ونظرت إلى الصبية، ثم شرعت في فحصها فنقرت على صدرها برؤوس أصابعها، فصاحت الفتاة:
– هذا هو المكان الذي يكمن فيه مرضي. توجهت العجوز نحو الأب، وقالت:
– عندي صندوق كبير للأدوية، سأنقله إلى هنا، وعليك أن تغادر هذه الدار، ولا تعد إليها قبل سبعة أيام، ولن ترى بنتك إلا بعد انصرام هذا الأجل.
أخذت العجوز الصندوق، ووضعت فيه شابا من أبناء التجار، وأحكمت إغلاقه وكلفت أربعة رجال بحمله إلى دار المريضة.
انصرف الأب بعد أن أغلق الباب بالمفتاح، فتحت العجوز الصندوق، وأخرجت العشيق، وأدخلته للفتاة، قضى معها سبعا فكان الدواء وكان الشفاء.
عاد الأب فرحا لرؤية ابنته وقد استردت صحتها تنبهت الشمطاء لمجيئه، فأدخلت العشيق إلى التابوت وأقفلته، دخل الرجل وسأل المرأة: كيف حال بنتي؟ أشوفيت؟
إنها بخير، أدخل وتمل برؤيتها.
دلف الأب متوجها صوب حجرة البنت، فإذا بها تبادر إليه وتفاتحه قائلة:
– أنـظر يا أبي إنني بخير!
دفع الرجل للعجوز أجرتها، وجاء أربعة حمالين، وربطوا الصندوق بالحبال، وتشاء الصدف أن يسقط الصندوق من الحمالين ويتكسر، تنبه الرجل إلى خدعة العجوز، وأدرك هول مصيبته، فطار عقله.
ترك الرجل الفتاة، والدار والأموال، وتاه يضرب في الأرض معتوها، بقيت الفتاة في الدار مع عشيقها والعجوز، وظلوا يبددون ثروة الرجل الممسوس، أتلفت البنت كل أموال أبيها، وباعت منزله، وبقيت في العراء، وعندها لم تجد بدا من شق الدروب، وطرق أبواب المحسنين مستجدية متسولة.
لم أتمكن من العثور على هذه الحكاية في “ألف ليلة وليلة” ولا غيرها من مصنفات الحكايات العربية التي درسها شوفان “Chauvin”. لم ترد أية رواية لهذه الحكاية. نعم توجد بعض العناصر المتشابهة، ولكنها متفرقة هنا وهناك. يوجد رجل غيور، ولكنه شاب وليس هرما في حكاية السندباد نامه رقم 224 والذي نشر ضمن كتاب Disciplinas Clericales ليدرو ألفونسو وسنعود إليها لاحقا.
وفي السندباد نامه أيضا يحكى أن غيورا أغلق أبواب قصره على زوجته في البادية، وشاهدها أمير وتعلق قلبه بها،
وأرسل إليها رسالة رماها بقوسه، وردت عليه المرأة مستجيبة لرغبته بواسطة رسالة لفتها على حجر، أرسل العاشق مفتاح صندوق كبير للمرأة الحبيسة، وكلف مساعده بأن يوصل الصندوق إلى زوجها ليحتفظ به كوديعة . وبما أن الملك عزم على لقاء إبنه العاشق، فإن مساعده ذهب برفقة الزوج، ولكن في ظرف غير الذي ينبغي الذهاب فيه، ونظرا للعجلة لم يتمكن المساعد من إحكام إقفال الصندوق، ولم تنطل الحيلة على الرجل وأحس بوصمة العار الذي لحق به، فطلق زوجته.
هذه الحكاية لا تشترك مع حكايتنا إلا في كون المرأة حبيسة، وخدعة الصندوق، ولكن هذه المرأة ليست فتاة ساذجة لا تعرف شيئا عن العالم، بل هي امرأة متمرسة، لا تحتاج لمن يساعدها على الغواية.
والتابوت -كملاذ وملجأ- موجود في ألف ليلة وليلة بوفرة، يستعمل لضم أربعة عشاق لامرأة متزوجة لافتضاح أمرهم (الرقم 186). ويستعمل من طرف محظية للسلطان من أجل إقبار أو بيع أمة، كانت المحظية تغار منها الرقم (190). ويستعمل أيضا من طرف محظية أخرى لملك فارسي تخفي داخله عشيقها وتمر به أمام الملك، وتدعي له – متظاهرة بالمزاج – بأن في الصندوق حبيبها حتى تنطلي الحيلة على الملك فلا يفتح الصندوق، ويستغل من طرف رجل يبيع ابنته على أساس أنه لا يود أن يطلع على ما يضمه التابوت (196). ومن قبل الأميرة الفطنة التي لا تقبل الزواج من خطيبها إلا بعد رؤيته، فتدخله إلى القصر في صندوق (رقم 305) حتى أن أحد العرافين استعمله في اختطاف امرأة (السندباد نامه 24).
وتجدر الإشارة إلى أن العجوز القوادة المحنكة المنقذة من كل ورطة، هذا النموذج شائع في مجموعة ألف ليلة وليلة، ولكنها أحيانا لا توقف في مسعاها (رقم 37) وأحيانا أخرى تموت هذه العجائز الغاويات على يد المغرر بهم (رقم 327) أو على يد من خدع سابقا من ضحاياهن (رقم 85). ولا تخلو هذه الحكايات من أن تقود العجوز العشيق إلى حيث ينتظر الملاطفة، فإذا به يشبع عصا (رقم 82). ولكن، في الغالب الأعم ، تكلل جهودهن بالنجاح، أحيانا لا يعمدن إلى الحلول الخطيرة المضرة بالطرف الآخر، (رقم 33) أو يكتفين بمجهود بسيط (رقم 78). وفي بعض الحالات يكلفهن الوصول إلى المرأة التي يزمعن الإيقاع بها اتخاذ ذرائع متنوعة، منها المراسلة (رقم 59) أو الاستحمام مع من تحظى بثقتها من أجل محاولة الظفر بمرافقتها على حضور حفلة عرس (رقم 189 أو 304) وكذا بيع الملابس (28) والتسول (263) ، وفي بعض الأحيان يقدم الشاب مقنعا في صورة امرأة (37 و 129 و 144 من السندباد نامه ) أو بوصفه طبيبا معالجا للأميرة المريضة (102) أو إدعاؤه للشابة المعانية من حب فتى أحلامها، أنه في وسعهن إحضاره إليها معصوب العينين (176) ، وفي إحدى الحالات وصلن إلى تحقيق زواج شرعي بفضل تدخلهن الناجع (175).
وخديعة الزوجة التي تصبغ وجهها بالأصفر للتظاهر بالمرض… نجدها كذلك مرة في ألف ليلة وليلة (251).
رأينا إذن بأن لهذه الحكاية الشعبية في المغرب عناصر شرقية تتخل متفرقة المجموعات الحكائية الشرقية.
ماهي الآثار السابقة للإسترمادوري الغيور؟ السيد أوخينيو مليلي E.Mele يومئ إلى أن السوابق الإيطالية لقصة سرفانتس هي قصص Sercambi والقصة الرابعة لمامبريانو و Cieco De Ferrara وبواردو، وكلها مستقاة من حكاية موجودة في السندباد نامه، والتي سنعالجها لاحقا.
إنهم مفتونون بإثبات التأثير الإيطالي على سرفانتس….
ويعثر كروني M.A.Garrone على سابقة أكثر مباشرة وقربا – حسب رأيه- من قصة سرفانتس، وذلك في حكاية لسترابارولا Straparola ، حيث نجد شخصا إسمه كلافرو Galafro ملكا على إسبانيا، يتزوج فتاة ويحبسها في برجه، وتحاول هي مراودة گاليوطي، ابن دييكو ملك قشتالة على نفسه، فيتنكر ابن دييكو في صورة بزاز، ويصيح بأعلى “أعرف، ولكن لا أريد التصريح بشيء . وردد الزوج الكلام نفسه، فتوجست المرأة خيفة، وحسبت أن أمرها قد افتضح، فسارعت إلى الاعتراف لزوجها، وهو بدوره أقر بخطئه، فهدم البرج، وعاش مع زوجته سويا.
الشبه بعيد جدا بين هذه الحكايات الإيطالية، ومؤلفات سرفانتس، وهاهو إيكاثا ICAZA استطاع أن يكتب صادقا بأنه من الممكن جدا أن سرفانتس “كان يجهل حتى وجود هذه الحكايات البدائية، والتي مازلنا نجهلها إلى اليوم، لأنها ليست من الأهمية بالمكان الذي يحاولون رفعها إليه…
أما السيد رودريگيت مارين فهو يرى خلافا لكل ما سبق، ويعتقد أن شخصيات “الإسترمادوري الغيور” مأخوذة من الواقع، وأن لويسه “LOAYSA هو الشاعر ألونسو ألفاريت، وأن فيليو يمكن أن يكون فيليبي مانيثاريس ابن بارتولومي وكريستيانا بلاثيوس.
ويستدل السيد رودريكيت على ذلك بوثائق من اشبيلية ليتوصل إلى أن أحداث الرواية جرت في إشبيلية ما بين 1595 و 1598.
جميل هذا الذي تعكسه صفحات الكتاب الخالد “الحياة الإشبيلية في القرن 16″ يسعدني كثيرا – بعد كلامي كمعلم ناجح – أن أبحث في التراث الشرقي عن مؤلف سابق لعمل سرفانتس.
أستسمح على هذا التجرؤ وأشير إلى التوافق الحاصل بين قصة سرفانتس النفيسة، وهذه الحكاية المغربية الشعبية الفقيرة . وقد أثبت كبار العلماء أن قصة سرفانتس الهزلية القصيرة العجوز الغيور ” يشبه بطلها كثيرا شخصية مارينالس الموجودة في لاديسييليناس كليركاليس لبدروألفونسو، وفي فابليار، ولا شك أن سرفانتس كان يعرفها شفويا، وحكاية الرجل الذي حبس زوجته في البرج، لها مصادر وأصول في السندباد نامه رقم 224 ومنه انتقل إلى ديسييليناس رقم 12 وإلى كتاب المثل El Libro de Los Enxem-Plos رقم 235.
وتعتبر كل هذه الأعمال مثالا لغيور سرفانتس، ولكن حسب رأيي، فلا تشترك قصة “الاسترمادوري الغيور ” مع هذه إلا في حبس المرأة في البرج، بينما تختلف في طبعها، إذ تبدو جريئة وأقل حياء أمام زوجة كاريثاليس القاصرة الطرق، وتعشق أول من هب وتتعمد إسكار زوجها حتى تأخذ منه مفاتيح الدار وعندما تضبط متلبسة تتظاهر بأنها سترمي بنفسها في البئر. وعندما يخرج الزوج تتسلل هي إلى الدار وتتظلم وتضع زوجها في موقف الجاني.
إن نموذج الحكاية المغربية هو أكثر النماذج المعروفة في الأدب مبالغة في التنكيل بالنساء، لدرجة أن البطل يطلق كل سنة، ويقدم على تربية طفلة صغيرة، ولا يحبسها في الدار فحسب، مثل ماريثاليس، والشاب في قصة سندباد نامه، بل أنه يلقنها بأن لا أحد يوجد في العالم سواهم الثلاثة (الله وهو وهي ). وكل هذا الاحتراس يتحطم أمام كيد العجوز التي يبدو أن اقتراف الشر يريحها، هذا الصنف من القوادة مهم أيضا، لأن العجوز لم تبحث عن الفتاة لتحقيق رغبة طرف ثالث، لكنه الشر المتأصل فيها يدفعها لجلب العار إلى المنزل دفعا، لا لهدف سوى إطلاع الفتاة البريئة على الدنيا، إن نموذج هذه الفتاة ونموذج ليونورا في قصة سرفانتيس بعيد عن نماذج النساء المقدمة في الحكايات الشرقية، وفي الترجمات الإيطالية، إنهما ضحية الغدرالمبيت من طرف الآخرين، بينما نجد المرأة في الحكايات الأخرى على صلة وسبق إصرار، بما ينسج في محيطها. في الحكاية المغربية، وعند سرفانتس أيضا، نجد الغيور يترك ممتلكاته ويعفو عن الفتاة، باعتبار أن ما حصل طبيعي ومحتمل الوقوع.
كيف تفسر نقط اللقاء التي نجدها بين مؤلف سرفانتس والحكاية المغربية؟
أيجوز أن يكون سرفانتس قد سمع خلال إقامته الطويلة في الجزائر حكاية كالتي سمعت أنا في رحلة قصيرة إلى المغرب؟ هذا الاحتمال لا ينكر حسب اعتقادي، فعلا، لا يمكن البرهنة في كل هذه الحالات توثيقا، ولكن أظن أن أوجه الشبه بين الحكاية المغربية و “الاسترمادوري الغيور ” تلمح -على الأقل- كغيرها مما حدده دارسو أعمال سرفانتس إلى الآن.
* انخيل غونثالث بالنثيا.
* تعريب: ادريس اعفارة
مدريد شتنبر 1989
هوامش
+ سر?انتس CERVANTES: الكاتب الإسباني المشهور عالميا بروايته دون كيشوت، شارك سرفانتيس مع الجيش الإسباني في معركة ليپانتو LEPANTO ضد العثمانيين، وفيها فقد إحدى يديه، وقضى خمس سنوات معتقلا في الجزائر، وهي فترة كافية للتعرف على العقلية العربية، لذا لا نستغرب اقتباساته.
+ التاجر: ذكر في الحكاية المغربية أن الشاب من أبناء التجار COMERCIANTES ، ومعلوم أن لفظ التاجر في العامية المغربية يعني الغني بإحالته على مصدر غناه.
+ الإسترمادوري: بطل قصة سر?انتس يُنسب إلى EXTREMA DURA وهي منطقة جبلية وعرة التضاريس وجوها حار، ومن هنا تسميتها إسترمادورا (شديدة القساوة ) أرضا ومناخا، ويحلو لسر?انتس أن يختار شخصيات بعض أعماله من هذه المنطقة، ومنهم : دون كيشوت، وسانسويانثا، وهذا الغيور .
+ تاريخ النشر: عثرت على أصل هذه الدراسة في المكتبة الوطنية بمدريد، وأنجزت ترجمتها صيف 1989 عندما كنت أجمع مادة بحثي “الاستعراب الإسباني ودوره في خدمة التراث الأدبي الأندلسي” متمتعا بمنحة من معهد التعاون مع العالل العربي من إسبانيا وبقيت الترجمة مخطوطة إلى حلول يناير 1991 فنشرتها في جريدة الناطق المغربية.