تهتم مختلف المنابر الإعلامية في جارتنا الشمالية بما يجري في بلدنا، وتنقل صورا عن حياتنا، وتنشر غسيلنا بنفيسه وخسيسه . وبما أن العالم قرية صغيرة، فقد أصبح في مقدور أي كان، وبنقرة على أزرار الحاسوب أن تتدفق عليه الأخبار، ولم يعد ممكنا ارتداء طاقية الإخفاء، ولا إسدال ستائر، أشعة الإعلام تقتحم علينا خلواتنا، وتكشف إنجازاتنا وعوراتنا، المنصف منهم ينقل الحقائق، والمجحف يشعل الحرائق.
نشرت جريدة DIGITAL CANARIAS 7 يوم 2006-4-30 تدخلا لنائب سلمنقة Salamanca في البرلمان الإسباني أليخاندرو مونيوث ألونصو من الحزب الشعبي P.P ينتقد فيه سياسة التقارب التي ينهجها الحزب الاشتراكي العمالي PSOE مع المغرب، ويحذر حكومة بلده من مغبة الاستمرار في تجاهل طموحات جارهم الجنوبي الذي يعمل -حسب زعمه- كي يصبح قوة عظمى، وبالتالي سيهدد الوجود الإسباني.
خلف هذا التصريح صداه فنقلته جريدة MELILLA HOY في موقعها على الأنترنيت يوم 2006-5-02 وإليكم تعريب ما نشرته CANARIAS 7.
صرح آلخاندرو مونيوث ألونصو سيناتور سلمنقة من الحزب الشعبي المعارض هذا الأسبوع تحت قبة البرلمان بأن حكومة الـPSOE ” تبارك وتغض الطرف عن مشروع المغرب الأعظم GRAN MARRUECOS إذ أن هذا البلد الجار، استقل سنة 1956 وهاهو يدعم حضوره في الصحراء الغربية . ومن بعدها سيستهدف سبتة ومليلية، وستسمو همته مستقبلا فيضع جزر الكناري نُصب عينيه.
يُهمَل الأضغف ويُستعمَل كقطعة نقد للتبادل من أجل إرضاء عناد الغازي، بيد أن هذا الغازي يزداد نهمه كلما حقق نجاحا ويبحث عن مزيد من اللقم.”
” أتمنى أن أكون مخطئا، لكن الأمر لا يعدم سوابق ” ، يشير السيناتور إلى ترخيص المجموعة الدولية لألمانيا بالاستقواء على تشيكوسلوفاكيا في مؤتمر ميونيخ (1938) ، ليستنتج “كان الشعب التشيكي عهدئد ضحية، وهاهو اليوم الصحراوي .”
أعلن ألونصو هذه التأكيدات وهو بصدد مناقشة مقترح تقدمت به السيناتورة إلينا إيتكسيگوينElena Etxegoyen تلتمس من الحكومة دعم فكرة “تقرير المصير” والدفاع عنها في الأمم المتحدة والمحافل الدولية.
أجمعت كل الفرق النيابية على تبنى هذا المقترح لدرجة لم يعرض معها على التصويت . لكن أصواتا ارتفعت بالنقد التقرير رفعه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إلى مجلس الأمن بمساندة، أمام الملأ، من وزير الشؤون الخارجية ميگيل أنخيل موراتينوس .
تحاشى مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي البت في تقرير عنان، لأنه لم يتحقق حوله إجماع. فأصدر حلاً تقنيا بتمديد مهمة المينورسو ستة أشهر.
تقرير عنان يحبذ التفاوض المباشر بين المغرب وجبهة البوليساريو بمشاركة الجزائر وموريطانيا، وهكذا تكون الأمم المتحدة (حسب ألونصو ) »تقهقرت خطوة إلى الخلف « في سبيل تحقيق حل للأزمة التي رافقتها صعوبات أجرأة تقرير المصير لمدة خمس عشرة سنة، ويستحيل قانونيا تقديم مخططات جديدة أكثر تمحيصاً.
هذا العجز (انتشرت إشاعة في بعض الأوساط تزعم أن المينورسو على وشك الرحيل ) استفز هذا العجز جبهة البوليساريو كثيرا وكذا حاميتها في المشهد الدولي الجزائر، وفي الخط نفسه كان تدخل السيناتور ألونصو ” نعتقد أن التقرير جعل الأمم المتحدة تُسقط إزارها، مذعنة لعناد المغرب وتاركة الشعب الصحراوي لحظًّه.
ويضيف الناطق باسم الـ p.p “هذا هو الحل السيء الذي طبخ على مهل منذ زمان، وما كانت حكومة، إسبانيا عنه ببعيد ” يعني تصريحات موراتينوس ليومية مدريدية تناغم فيها مع كوفي عنان وتساءل ألونصو في تدخله عن أي مفاوضات تكون بين أطراف عندما يشترط المغرب أنه “يقبل الحكم الذاتي على الأرض فحسب” بينما السيادة عليها “أُنكِرت عليه” من طرف المحكمة الدولية في لاهاي، ومن طرف مؤسسات الأمم المتحدة نفسها، وعنان أيضا عاد ليؤكد على حق تقرير المصير الصحراوي.
ويضيف النائب : »نريد علاقات طيبة مع المغرب، ولكن نريد أيضا تطبيق الشرعية الدولية في هذا الملف الشائك « ووصف مواقف عنان والحكومة الإسبانية “بالهشاشة والانهزامية ” ويمضي محتجا :» إن ما فعله المغرب بالصحراء الغربية، هو نفس ما فعله صدام حسين بالكويت، احتلال أرض لا تخصه « ويردف »عندها انتظم تحالف دولي، لا أتمنى شيئا من هذا القبيل، ولو تدخلاًَ عسكريا، ولكن لا أحد تحرك اليوم مع أن التاريخ يعيد نفسه، احتلال غير قانوني بالقوة لأرض يفقد المحتل شرعية السيادة عليها «.