حكم علينا الهوى (العدد 113 )

حضر الصحافي IGNACIO CEMBRERO إلى مدينة سبتة المحتلة من أجل المشاركة في مؤتمر حول الصحافة، فأجرت معه جريدة EL FARO DE CEUTA Y MELILLA حوارا نشرته في ركن “لقاء الأحد” بقلم ميگيل مارثو يوم الأحد فاتح أبريل 2007 تحت عنوان:
من مصلحة إسبانيا مساعدة المغرب على التنمية

إيگناثيو ثمبريرو صحافي في جريدة “الباييس” متخصص في شؤون المغرب العربي، حضر إلى سبتة للمشاركة في المؤتمر الوطني الثالث للصحافة.. ولإلقاء محاضرة: “إسبانيا والمغرب: أمحكوم عليهما بالتفاهم؟”<

في سنة 2006 نشر كتابه “الجاران المتباعدان” والذي ضمنه فصلا حول وضعية سبتة ومليلية.

ولد إيگانثيو في مدريد سنة 1954 ودرس في باريس “دراسات سياسية” في المؤسسة الوطنية للعلوم السياسية في مركز تكوين الصحافيين، خلال أعوام الثمانينيات اشتغل مراسلا ليومية EL PAIS من الشرق الأدنى، وبعدها في بروكسيل . كما عمل للباييس نفسها كمراسل دبلوماسي مكلف بمتابعة سياسة إسبانيا الخارجية ما بين 1989 و 1996 ، وفي السنة التي توقف فيها عن عمله الصحافي، واشتغل منسقا لبرنامج حقوق الإنسان في اللجنة الأوروبية في حوض البحر الأبيض المتوسط . أصدر كتابه: “الجاران المتباعدان” سنة 2006 ، وفيه يحكي تفاصيل الأزمة التي قامت بين إسبانيا والمغرب بسبب أحداث جزيرة المعدونس (ليلى).

???
– بم تنصح طالبا يدرس الصحافة حتى يصبح ناجحا؟
– سواء تعلق الأمر بصحافي من جيلي، أو بواحد من الطبخة الجديدة، فإن المهم هو أن يضع في حسبانه أن الأمور في تغير سريع، وأن صحافة هذه الأيام لا يربطها إلا القليل بصحافة الأعوام القليلة الماضية . على الشاب أن يضع نصب عينيه أن الصحافة عالم في نمو مطرد . الأشكال المتوفرة اليوم ستتغير عمليا من طرف التقنيات الجديدة في ظرف عشر أو خمس عشرة أو عشرين سنة. هناك من يتنبأ بانقراض الصحافة EL PERIODISMO.

– وبالنسبة للمغرب؟

> أقول لكم بأن جيراننا ليسوا فقط أولائك الذين يوجدون في الشمال بدء من فرنسا، ولكن أيضا لدينا جيران في الجنوب مهمون جدا بالنسبة لمستقبل شبه الجزيرة . قبل كل شيء يجب تلافي كل ما من شأنه أن يبعدنا عن بعضنا، وتلافي اتساع فارق التطور بين إسبانيا والمغرب في جميع مظاهره الاقتصادية، وحقوق الإنسان.

– احك لنا عن تجربتك كمراسل من الخارج.

– أنا حالة خاصة، لأنني في الواقع لا أعيش في المغرب، لست مقيما، أسافر كل شهر إلى المغرب، مرة في الشهر على الأقل، كما أسافر كثيرا إلى باريس المدينة المرتبطة كثيرا بالمغرب العربي … كنت مراسلا من أماكن أخرى في العالم العربي وأوربا .

– ما الفرق بين صحافي مغربي في المغرب، وصحافي من الغرب في المغرب.

– ليست الحياة اليومية سيئة بالنسبة لصحافي أجنبي مقيم في المغرب، ولا هي سيئة أيضا لصحافي مغربي، يمكن للسلطات، إن رغبت، أن تمارس ضغوطا، ولكنها لا تلجأ إليها دائما.

– ولكن في مقدورها أن تتدخل كليا في سياسة البلد؟
– نعم، وتقوم بأشياء كثيرة.

– ما هي وضعية المغرب العربي الراهنة؟

– مازالت دعامتا المغرب العربي (المغرب والجزائر ) متجابهتين، والجديد المثير للانتباه من زاوية نظرغير مباشرة، في الشهور الأخيرة هو إعلان الجماعة السلفية للدعوة والقتال والسلفيين الجزائريين انضمامهم كأتباع للقاعدة، غيروا اسمهم، أصبحوا الآن يعرفون بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهم يحاولون أن يهيمنوا وينالوا التاعطف ويضعوا تحت عباءتهم كل أولائك الذين يرغبون في أن يصبحوا إرهابيين في المغرب وتونس وموريطانيا، لكن الهام هو أن اتحاد المغرب العربي متوقف تماما ولا يتقدم منذ سنوات .

– وماذا عن اعتداءات الإرهاب الإسلامي الأخيرة في الدارالبيضاء؟

– لقد تسببت اعتداءات الدار البيضاء في هلع للإسبانيين، لأنها وقعت متزامنة مع الذكرى الثالثة لأحداث مدريد، وتبادر إلى الذهن أن هناك علاقة، لكن لا، لقد دل الاعتداء على أنه إلى حد الساعة الذين يقدمون على هذه الأعمال أناس قليلو الجدية والمهنية .

– من حسن الحظ أنهم ليسوا مهيئين…

– كل المتفجرات التي حصلوا عليها من صنع تقليدي، ولا تشبه البتة ما يحدث في الجزائر، وإن استمر هذا فهو خطير، ولكنه ليس خطرا شديدا.

– أيؤثر هذا على الناحية الاقتصادية في سبتة؟
– لا، إن أكبر أمل لسبتة هو إقامة معبر تجاري مع المغرب، كالذي تتوفر عليه مليلية، نعم هذا أمل، لكن

الحكومة المركزية لم تغتنم فرصة لقائها مع المغرب لمطالبته بفتح هذا المعبر التجاري، التهريب والذي يطلق عليه هنا تجارة الحدود يحرك في السنة ما قيمته 1500 مليون أورو، هذا يمثل بنسبة أقل أو أكثر مجموع صادرات إسبانيا إلى الصين وهونج كونج مجتمعتين في السنة.

– هل تقدم المغرب العربي في السنوات الأخيرة؟

– هناك ظواهر متناقضة، لا مجال للشك في أن هناك انفتاحا سياسيا، لم يصل درجة الانتقال أو التحول .

ومن جهة أخرى فإن الظاهرة الهامة تتمثل في انتشار النزعة الإسلامية، والإسلام السياسي بالخصوص، وهناك محفزات مدنية عبر الحزب المعترف به، العدالة والتنمية، والذي يمكن أن يفوز في الانتخابات، كما أن هناك حركة العدل والإحسان، غير معترف بها لكن يسمح لها بالظهور، والتي تملك الكفاءة في تعبئة المجتمع المغربي.

– هل مثل الملك الجديد تغييرا في المجتمع؟

– تحقق الانفتاح، وبعض التقدم، لكن النظام السياسي بقي هونفسه أيام والده، الدستور حاضر والفصل 19 يخول للملك سلطة مطلقة، ولن يتغير بين عشية وضحاها . وفوق كونه رئيس دولة فهو أمير للمؤمنين، ومعنى هذا أنه الزعيم الروحي للمسلمين، والأمر باق على ما هو عليه .

– ما هو التقدم البارز للعيان؟

– هناك تقدم كبير في المجتمع المدني، ومحاولة عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تعمل علىمحاربة تهميش العديد من المقاطعات والأحياء والمدن . وشيء آخر، وهو أن هذا الملك يولي اهتماما بشمال المغرب، لم يعرف في عهد أبيه فبقي الشمال منطقة متخلفة داخل المغرب وببنية تحتية أقل وأحيانا معزولة.

– ما صحة التهديدات الأخيرة بعد أحداث الدار البيضاء، وهل هو تهديد حقيقي؟

– التحذيرات من التهديدات تأتي من المصالح السرية، وكثيرا ما تنبني على إشاعات، لم يكن الجزم

بوقوعها أو عدمه، وأحيانا تنفذ اعتداءات دون أن ترسل التحذيرات، كما وقع في مدريد ولندن.

ولكن هذه التحذيرات لها ما يبررها لأن هناك اضطرابات نفسية يحتمل معها حصول اعتداءات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top